للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[البشارة]

/ الآيات/ الأحاديث/ الآثار/

/ ٥٤/ ٥١/ ٢/

[البشارة لغة:]

البشارة بضمّ الباء وكسرها الاسم من قولهم بشره بالأمر يبشره بشرا وبشورا، ويتعدّى بالهمزة فيقال أبشره، وبالتّضعيف فيقال بشّره، ويقال أيضا بشر بالشّيء إذا استبشر به وبابه طرب. وكلّه مأخوذ من مادّة (ب ش ر) الّتي تدلّ على الظّهور والحسن.

يقول ابن فارس: الباء والشّين والرّاء أصل واحد: هو ظهور الشّيء مع حسن وجمال، فالبشرة ظاهر جلد الإنسان. وسمّي البشر بشرا لظهورهم، والبشير الحسن الوجه، والبشارة الجمال، قال:

الأعشى:

ورأت بأنّ الشّيب جا ... نبه البشاشة والبشارة

ويقال: بشّرت فلانا أبشّره تبشيرا، وذلك يكون بالخير وربّما حمل عليه غيره من الشّرّ لضرب من التّبكيت، فأمّا إذا أطلق الكلام إطلاقا فالبشارة بالخير والنّذارة بغيره. ويقول الرّازيّ: والبشارة المطلقة لا تكون إلّا بالخير وإنّما تكون بالشّرّ إذا كانت مقيّدة به كقوله تعالى: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وتباشر القوم بشّر بعضهم بعضا، والبشر المبشّر، والمبشّرات الرّياح الّتي تبشّر بالغيث، ويقول صاحب اللّسان:

والتّبشير يكون بالخير والشّرّ كقوله تعالى:

فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (آل عمران/ ٢١) والاسم البشرى. وقوله تعالى هُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ

(يونس/ ٦٤) . والاسم البشارة بالكسر والضّمّ. وتقول: أبشر بخير، بقطع الألف، وبشرت بكذا، بالكسر، أبشر أي استبشرت به. وتباشر القوم أي بشّر بعضهم بعضا. والبشارة أيضا: ما يعطاه المبشّر بالأمر وفي حديث توبة كعب «فأعطيته ثوبيّ بشارة» ، والبشير: المبشّر الذي يبشّر القوم بأمر خير أو شرّ.

وقال الزّجّاج: معنى يبشرك يسرّك ويفرحك وبشرت الرّجل أبشره إذا أفرحته. قال: وأصل هذا كلّه أنّ بشرة الإنسان تنبسط عند السّرور ومن هذا قولهم فلان يلقاني ببشر أي بوجه منبسط «١» .

[واصطلاحا:]

كلّ خبر صدق تتغيّر به بشرة الوجه، ويستعمل في الخير والشّرّ، وفي الخير أغلب «٢» .

[ورود البشارة في القرآن الكريم:]

وردت البشارة في القرآن على اثني عشر وجها


(١) انظر: النهاية لابن الأثير (١/ ٩٤) . ولسان العرب لابن منظور (١/ ٢٨٧) ، ومختار الصحاح للرازى (٤٦) ومقاييس اللغة لابن فارس (١/ ٢٥١) .
(٢) التعريفات للجرجاني (٤٥) وكشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي (١/ ١٧١) .