للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (البشارة)]

١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

أتى جبريل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فقال: «يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك «١» معها إناء فيه إدام «٢» أو طعام أو شراب. فإذا هي أتتك «٣» فاقرأ عليها السّلام من ربّها عزّ وجلّ- ومنّي. وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب «٤» لا صخب «٥» فيه ولا نصب «٦» » ) * «٧» .

٢-* (عن عمرو بن عوف- رضي الله عنه-:

أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو صالح أهل البحرين وأمّر عليهم العلاء بن الحضرميّ، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الصّبح مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلمّا انصرف تعرّضوا له، فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين رآهم وقال:

«أظنّكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة وأنّه جاء بشيء» .

قالوا: أجل يا رسول الله قال: «فأبشروا وأمّلوا ما يسرّكم، فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدّنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها «٨» كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم» ) * «٩» .

٣-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- أنّه توضّأ في بيته ثمّ خرج، فقال: لألزمنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولأكوننّ معه يومي هذا. قال فجاء المسجد فسأل عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: خرج ووجّه ههنا، فخرجت على إثره أسأل عنه حتّى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب- وبابها من جريد- حتّى قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حاجته فتوضّأ، فقمت إليه، فإذا هو جالس على بئر أريس «١٠» وتوسّط قفّها «١١» وكشف عن ساقيه ودلّاهما في البئر، فسلّمت عليه ثمّ انصرفت فجلست عند الباب. فقلت: لأكوننّ بوّاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت: من هذا؟

فقال: أبو بكر. فقلت: على رسلك، ثمّ ذهبت فقلت: يا رسول الله، هذا أبو بكر يستأذن، فقال:

«ائذن له وبشّره بالجنّة» . فأقبلت حتّى قلت لأبي بكر:

ادخل ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يبشّرك بالجنّة. فدخل أبو بكر


(١) قد أتتك: معناه توجهت إليك.
(٢) الإدام: ما يؤتدم به تقول منه أدم الخبز باللحم من باب ضرب.
(٣) فإذا هي أتتك: أي وصلتك.
(٤) من قصب: المراد به قصب اللؤلؤ المجوف كالقصر المنيف.
(٥) صخب: هو الصوت المختلط المرتفع.
(٦) نصب: المشقة والتعب.
(٧) البخاري- الفتح ٩ (٣٨٢٠) . ومسلم (٢٤٣٢) واللفظ له.
(٨) تنافس القوم في الشيء إذا رغبوا فيه، وقد حذفت التاء تخفيفا والأصل فتتنافسوها بمعنى تتنافسوا فيها.
(٩) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٢٥) وهذا لفظه. ومسلم (٢٩٦١) .
(١٠) أريس: بستان بالمدينة معروف. وهو بالقرب من قباء. وفي بئرها سقط خاتم النبي صلّى الله عليه وسلّم من أصبع عثمان- رضي الله عنه-.
(١١) توسط قفها: بضم القاف وتشديد الفاء هو الدكة التي تجعل حول البئر، وأصله ما غلظ من الأرض وارتفع، والجمع قفاف.