للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (التأني) معنى]

٣-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى اليمن قاضيا، فقلت يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السّنّ ولا علم لي بالقضاء؟ فقال: «إنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضينّ حتّى تسمع من الاخر كما سمعت من الأوّل؛ فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاء» قال: فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد) * «١» .

٤-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر، فمالوا إلى غار في الجبل فانحطّت على فم غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم. فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها لله صالحة فادعوا الله بها لعلّه يفرجها. فقال أحدهم: اللهمّ، إنّه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم فحلبت بدأت بوالديّ أسقيهما قبل ولدي، وإنّه نأى بي الشّجر يوما فما أتيت حتّى أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب فقمت عند رءوسهما، أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أبدأ بالصّبية قبلهما والصّبية يتضاغون عند قدميّ، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتّى طلع الفجر. فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السّماء، ففرج الله لهم فرجة حتّى يرون «٢» منها السّماء «٣» ...

الحديث) * «٤» .

٥-* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «التّؤدة «٥» في كلّ شيء إلّا في عمل الاخرة» ) * «٦» .

٦-* (عن فضالة بن عبيد الأوسيّ- رضي الله عنه- قال: سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا يدعو في صلاته لم يمجّد الله ولم يصلّ على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «عجلت أيّها المصلّي» ثمّ علّمهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وسمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا يصلّي فمجّد الله وحمده وصلّى على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول


(١) أبو داود (٣٥٨٢) ، ابن ماجة (٢٣١٠) وقال في الزوائد: هذا إسناد رجاله ثقات، أحمد (١/ ١١١) وقال أحمد شاكر في المسند: صحيح، رقم (٦٦٦) ، النسائي في خصائص على (٩) ، الحاكم (٤/ ٨٨) وقال: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال الألباني: صحيح، إرواء الغليل (٨/ ٢٢٦) رقم (٢٥٠٠) .
(٢) حتى يرون: كذا هي في البخاري.
(٣) انظر الحديث كاملا، مع شرح ما فيه من الغريب في صفة «بر الوالدين» (الصفة رقم ٣٥) .
(٤) البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٧٤) ، مسلم (٢٧٤٣) .
(٥) والتؤدة هي التأنّي والتمهل يقال: اتّئد في أمرك (أي تمهل وتأنّ) . مختار الصحاح (ص ٣١٨) .
(٦) أبو داود (٤٨١٠) وقال الألباني (٣/ ٩١٣) : صحيح، وذكره ابن مفلح في الاداب الشرعية (٢/ ٢٤٠) ، وقال: رجاله كلهم ثقات.