للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمّا على ظاهر نزول هذه الآيات في وفد نجران فإنّما المعنى فإنّما عليك أن تبلّغ ما أنزل إليك بما فيه من قتال وغيره» ) * «١» .

٦-* (قال ابن حجر: « ... وكلّ ما أنزل على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فله بالنّسبة إليه طرفان: طرف الأخذ من جبريل- عليه السّلام-، وطرف الأداء للأمّة وهو المسمّى بالتّبليغ» ) * «٢» .

٧-* (قال الحميديّ: حدّثنا سفيان قال: قال رجل للزّهريّ يا أبا بكر، قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «ليس منّا من شقّ الجيوب» ما معناه؟. فقال الزّهريّ: من الله العلم، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التّسليم) * «٣» .

٨-* (قال القرطبيّ في قوله تعالى: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ... (الأنعام/ ١٩) أي ومن بلغه القرآن، وقيل: ومن بلغ الحلم. ودلّ بهذا على أنّ من لم يبلغ الحلم ليس بمخاطب ولا متعبّد) * «٤» .

٩-* (عن ابن عبّاس- في قوله تعالى- يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ... الاية قال: المعنى: بلّغ جميع ما أنزل إليك من ربّك، فإن كتمت شيئا منه فما بلّغت رسالته؛ وهذا تأديب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وتأديب لحملة العلم من أمّته ألّا يكتموا شيئا من أمر شريعته، وقد علم الله تعالى من أمر نبيّه أنّه لا يكتم شيئا من وحيه) * «٥» .

١٠-* (قال ابن حجر في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ: اختلف في المراد بهذا الأمر، فقيل:

المراد: بلّغ كما أنزل، وهو على ما فهمت عائشة وغيرها، وقيل: المراد: بلّغه ظاهرا ولا تخش من أحد فإنّ الله يعصمك من النّاس، والثّاني أخصّ من الأوّل) * «٦» .

١١-* (قال ابن بطّال: أشار «البخاريّ» بذكر قول الله تعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ ... إلخ الاية إلى أنّ الله تعالى ذكر نوحا بما بلّغ به من أمره، وذكّر بآيات ربّه، وكذلك فرض على كلّ نبيّ تبليغ كتابه وشريعته «٧» .

١٢- قال الكرمانيّ: المقصود من ذكر هذه الاية: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر بالتّلاوة على الأمّة والتّبليغ إليهم أنّ نوحا كان يذكّرهم (أنباء أمّته) بايات الله وأحكامه) * «٨» .

١٣-* (قال القرطبيّ- في قوله تعالى- يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ قيل:

معناه: أظهر التّبليغ؛ لأنّه كان في أوّل الإسلام يخفيه خوفا من المشركين، ثمّ أمر بإظهاره في هذه الاية،


(١) تفسير القرطبي (٤/ ٤٦) .
(٢) الفتح (١٣/ ٥١٦) كتاب التوحيد.
(٣) التفح (١٣/ ٥١٣) كتاب التوحيد. ورد هذا الأثر شرحا للحديث «ليس منا من شق الجيوب ... » .
(٤) تفسير القرطبي (٦/ ٣٩٩) .
(٥) المرجع السابق (٦/ ٢٤٢) .
(٦) الفتح (١٣/ ٥١٣) كتاب التوحيد.
(٧) الفتح (١٣/ ٤٩٨) .
(٨) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.