للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قائل وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (التوبة/ ١٠٨) .

(٥) للصّابرين، وذلك قوله سبحانه وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (آل عمران/ ١٤٦) .

(٦) للمتوكّلين، وقد جاء ذلك في قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل عمران/ ١٥٩) .

(٧) للتّوابين، وقد جاء ذلك في قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ (البقرة/ ٢٢٢) .

(٨) للمجاهدين المتوحّدي الصّفوف، وذلك كما في قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (الصف/ ٤) «١» .

أمّا ذكره سبحانه للإنسان في الملأ الأعلى فقد جاء في القرآن الكريم في قوله عزّ من قائل فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (البقرة/ ١٥٢) ، كما جاء ذلك في الحديث القدسيّ الّذي رواه أبو هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يقول الله عزّ وجلّ: أنا عند ظنّ عبدي بي وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأهم خير منهم، وإن تقرّب منّي شبرا تقرّبت إليه ذراعا، وإن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت منه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة «٢» » «٣» .

[معية الله للإنسان:]

١٠- ومن أجل مظاهر تكريمه عزّ وجلّ للإنسان تقريبه منه ومعيّته له ويتجلّى هذا القرب في قوله تعالى: وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ (البقرة/ ١٨٦) ، أمّا معّيته سبحانه فإنّها تتحقّق في مظاهر عديدة منها:

أ- معيّة المراقبة، وذلك كما في قوله تعالى:

وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ (الحديد/ ٤) ، وقوله سبحانه (لبني إسرائيل) وَقالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (المائدة/ ١٢) .

ب- معيّة النّصرة والتّأييد والهداية وذلك كما جاء على لسان سيّدنا إبراهيم عليه السّلام كَلَّا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (الشعراء/ ٦٢) ، وكقوله سبحانه لموسى وهارون إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (طه/ ٤٦) ، وكما جاء على لسان الرّسول الخاتم محمّد صلّى الله عليه وسلّم لأبي بكر، في قوله تعالى لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا (التوبة/ ٤٠) .

وهذه المعيّة ليست قاصرة على الأنبياء وحدهم وإنّما تشمل المؤمنين الطّائعين أيضا، مصداق ذلك قوله تعالى للمؤمنين وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (محمد/ ٣٥) .

ج- معيّة التّوفيق والمحبّة، وقد جعلها الله تعالى للمتّقين والصّابرين وأهل الإحسان فقال عزّ وجلّ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ* (البقرة/ ١٩٤) (ومثلها في التوبة/ ٣٦، ١٢٣) ، وقال عزّ من قائل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة/ ١٥٣) (ومثل ذلك في البقرة/ ٢٤٩، والأنفال/ ٣٦) ، أمّا معّية الله للمحسنين فقد أثبتها الذّكر الحكيم في موضعين: قوله


(١) وانظر في معية الله للإنسان وما يقتضيه ذلك من حياد منه سبحانه في صفة الحياء.
(٢) البخاري- الفتح (٧٥٣٦) ، ومسلم (٢٦٧٥) واللفظ له.
(٣) انظر «صفة الذكر» .