للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو فقد جاءه- والله- اليقين. والله إنّي لأرجو له الخير، وما أدري والله- وأنا رسول الله- ما يفعل بي.

قالت: فو الله لا أزكّي أحدا بعده قالت: فأحزنني ذلك، فنمت، فرأيت لعثمان عينا تجري، فجئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأخبرته، فقال: ذلك عمله) * «١» .

٤-* (عن عمرو بن يحيى بن سعيد قال: أخبرني جدّي «أنّ أبان بن سعيد أقبل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسلّم عليه، فقال أبو هريرة: يا رسول الله، هذا قاتل ابن قوقل. وقال أبان لأبي هريرة: واعجبا لك وبر تدأدأ «٢» من قدوم ضأن، ينعى «٣» عليّ امرأ أكرمه الله بيدي «٤» ، ومنعه أن يهينني بيده) * «٥» .

٥-* (عن شهاب بن عبّاد أنّه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاشتدّ فرحهم بنا، فلمّا انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا، فقعدنا، فرحّب بنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ودعا لنا، ثمّ نظر إلينا فقال: «من سيّدكم وزعيمكم؟» . فأشرنا بأجمعنا إلى المنذر بن عائذ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أهذا الأشجّ؟» وكان أوّل يوم وضع عليه هذا الاسم بضربة لوجهه بحافر حمار- قلنا: نعم يا رسول الله. فتخلّف بعد القوم فعقل رواحلهم، وضمّ متاعهم، ثمّ أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السّفر، ولبس من صالح ثيابه، ثمّ أقبل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقد بسط النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجله واتّكأ، فلمّا دنا منه الأشجّ أوسع القوم له، وقالوا:

ههنا يا أشجّ. فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم- واستوى قاعدا وقبض رجله-: «ههنا يا أشجّ» . فقعد عن يمين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فرحّب به، وألطفه، وسأله عن بلاده، وسمّى له قرية، الصّفا والمشقر وغير ذلك من قرى هجر، فقال: بأبي وأمّي يا رسول الله، لأنت أعلم بأسماء قرانا منّا. فقال: «إنّي قد وطئت بلادكم وفسح لي فيها» ، قال: ثمّ أقبل على الأنصار فقال: «يا معشر الأنصار: أكرموا إخوانكم، فإنّهم أشباهكم في الإسلام، أشبه شيئا بكم أشعارا وأبشارا، أسلموا طائعين غير مكرهين، ولا موتورين إذ أبى قوم أن يسلموا حتّى قتلوا» ، قال: فلمّا أن أصبحوا قال:

«كيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إيّاكم؟

قالوا: خير إخوان، ألانوا فراشنا، وأطابوا مطعمنا، وباتوا وأصبحوا يعلّمونا كتاب ربّنا- تبارك وتعالى- وسنّة نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم فأعجبت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفرح بها ... »

الحديث) * «٦» .

٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قيل للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من أكرم النّاس؟ قال: «أكرمهم أتقاهم» . قالوا: يا نبيّ الله، ليس عن هذا نسألك. قال:

«فأكرم النّاس يوسف نبيّ الله ابن نبيّ الله ابن نبيّ الله ابن خليل الله» . قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال:


(١) البخاري- الفتح ٧ (٣٩٢٩) .
(٢) الدّأدأة: صوت الحجارة في المسيل.
(٣) ينعى علي: يعيبني ويوبخني.
(٤) أكرمه الله بيدي: أي نال الشهادة حين قتلته.
(٥) البخاري- الفتح ٧ (٤٢٣٩) . والفتح ٦ (٢٨٢٧) .
(٦) أحمد ٣/ ٤٣٢. وقصة وفد عبد القيس في الصحيحين وهي مشهورة، فقد أخرج الشيخان عن ابن عباس- رضي الله عنهما ان امرأة أتته تسأله عن نبيذ الجر فقال: إن وفد عبد القيس ... الحديث.