للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[تلاوة القرآن]

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٦٧/ ١٠١/ ٣٨

[التلاوة لغة:]

مصدر تلا الشّيء يتلوه، وهذا المصدر مأخوذ من مادّة (ت ل و) الّتي تدلّ بحسب وضع اللّغة على معنى واحد هو الاتّباع يقال: تلوته إذا تبعته، ومنه تلاوة القرآن؛ لأنّ القارأ يتبع آية بعد آية، ويختلف مصدر الفعل «تلا» باختلاف الشّيء المتلوّ، يقول الرّاغب: تلا الشّيء أي تبعه متابعة ليس بينها ما ليس منها، وذلك يكون تارة بالجسم وتارة بالاقتداء في الحكم، والمصدر حينئذ هو التّلوّ والتّلو، وتارة بالقراءة وتدبّر المعنى، والمصدر في هذه الحالة هو «التّلاوة» .

وقال ابن منظور: تلوته أتلوه وتلوت عنه تلوّا، كلاهما: خذلته وتركته، وتلوته تلوا: تبعته. يقال: ما زلت أتلوه حتّى أتليته أي تقدّمته وصار خلفي.

وأتليته: أي سبقته وتلوت القرآن: تلاوة: قرأته، وعمّ به بعضهم كلّ كلام.

وقوله عزّ وجلّ: فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (الصافات/ ٣) قيل: هم الملائكة، وجائز أن يكون الملائكة وغيرهم ممّن يتلون ذكر الله تعالى.

وقوله تعالى: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ (البقرة/ ١٢١) معناه يتّبعونه حقّ اتّباعه ويعملون به حقّ عمله.

وقوله عزّ وجلّ: وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ (البقرة/ ١٠٢) قال عطاء: على ما تحدّث وتقصّ، وقيل: ما تتكلّم به كقولك فلان يتلو كتاب الله أي يقرؤه ويتكلّم به «١» .

[التلاوة اصطلاحا:]

ويراد بترتيل القرآن: تلاوته تلاوة تبيّن حروفها ويتأنّى في أدائها ليكون أدنى إلى فهم المعاني.

والتّلاوة عند القرّاء: قراءة القرآن الكريم متتابعا كالأوراد والأسباع «٢» .

[الفرق بين القراءة والتلاوة:]

القراءة أعمّ من التّلاوة فكلّ تلاوة قراءة وليس كلّ قراءة تلاوة، لا يقال تلوت رقعتك وإنّما يقال في القرآن في شيء إذا قرأته وجب عليك اتّباعه، كذا قال الرّاغب، ويفهم منه أنّ التّلاوة خاصّة بالقرآن الكريم مع الاتّباع وليست القراءة كذلك، وفرّق التّهانويّ بين القراءة والتّلاوة والأداء فقال: والفرق بينها وبين الأداء والقراءة: أنّ الأداء الأخذ عن المشايخ،


(١) لسان العرب (١٤/ ١٠٢- ١٠٤) ، ومقاييس اللغة (١/ ٣٥١) ، والمفردات للراغب ص ٧٥.
(٢) فتح الباري (٨/ ٧٠٧) ، وكشاف اصطلاحات الفنون (١/ ٢٢٤) .