للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من قلب إلّا بين إصبعين من أصابع الرّحمن. إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه» . وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «يا مثبّت القلوب ثبّت قلوبنا على دينك» قال: «والميزان بيد الرّحمن يرفع أقواما ويخفض آخرين إلى يوم القيامة» ) * «١» .

٧-* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما- أنّه قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الأحزاب ينقل التراب، وقد وارى التّراب بياض بطنه وهو يقول:

«لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدّقنا ولا صلّينا. فأنزل السّكينة علينا، وثبّت الأقدام إن لاقينا. إنّ الألى قد بغوا علينا، إذا أرادوا فتنة أبينا» ) * «٢» .

٨-* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- أنّه قال: أوصاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعشر كلمات. قال: «لا تشرك بالله شيئا، وإن قتلت وحرّقت. ولا تعقّنّ والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك. ولا تتركنّ صلاة مكتوبة متعمّدا؛ فإنّ من ترك صلاة مكتوبة متعمّدا فقد برئت منه ذمّة الله. ولا تشربنّ خمرا فإنّه رأس كلّ فاحشة. وإيّاك والمعصية؛ فإنّ بالمعصية حلّ سخط الله عزّ وجلّ- وإيّاك والفرار من الزّحف وإن هلك النّاس وإذا أصاب النّاس موتان «٣» وأنت فيهم فاثبت. وأنفق على عيالك من طولك ولا ترفع عنهم عصاك أدبا وأخفهم في الله» ) * «٤» .

٩-* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما- أنّه قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ» قال:

«نزلت في عذاب القبر يقال له: من ربّك؟ فيقول:

ربّي الله وديني دين محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فذلك قوله يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ «٥» » ) * «٦» .

١٠-* (عن عبد الله بن أبي أوفى- رضي الله عنهما- أنّه قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان في بعض أيّامه الّتي لقي فيها العدوّ ينتظر حتّى إذا مالت الشّمس قام فيهم فقال: «يا أيّها النّاس لا تتمنّوا لقاء العدوّ واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أنّ الجنّة تحت ظلال السّيوف» . ثمّ قام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال: «اللهمّ منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم» ) * «٧» .

ولفظه عند الدّارميّ من حديث ابن عمرو: «لا تتمنّوا لقاء العدوّ واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا وأكثروا ذكر الله فإن اجلبوا وضجّوا فعليكم بالصّمت» ) * «٨» .


(١) ابن ماجه (١٩٩) وقال في الزوائد: إسناده صحيح.
(٢) البخاري- الفتح ٦ (٢٨٣٧) وهذا لفظه. ومسلم (١٨٠٣) .
(٣) الموت، والموتان- محركة- ضد الحياة.
(٤) أحمد (٥/ ٢٣٨) وابن ماجه ٤٠٣٤، قال البوصيري: إسناده حسن، والبخاري في الأدب المفرد ١٨ عن أبي الدرداء، انظر: فضل الصمد ١/ ٧٧، ومن ثمّ يكون الحديث حسنا بطرقه وشواهده.
(٥) إبراهيم: ٢٧.
(٦) النسائي (٣/ ١٠١- ١٠٢) وقال الألباني: صحيح (٢/ ٤٤٢) . وابن ماجه (٤٢٦٩) وهذا لفظه.
(٧) البخاري- الفتح ٦ (٢٨١٨) . ومسلم (١٧٤٢) واللفظ له.
(٨) الدارمي (٢/ ٢٨٥) . وأصل الحديث عند البخاري رقم (١٣٦٩) ومسلم رقم (٢٨٧١) . وانظر جامع الأصول (٢/ ٢٠٣- ٢٠٤) .