للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الثناء]

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

١٢٩/ ٣٢/ ٥

[الثناء لغة:]

هو الاسم من قولهم: أثنى على فلان، والمصدر إثناء، يقال أثنى على فلان خيرا، قال الرّاغب: والثّناء ما يذكر في محامد النّاس فيثنى حالا فحالا ذكره، وقال ابن منظور: الثّناء: تعمّدك لتثني على إنسان بحسن أو قبيح، وقد طار ثناء فلان أي ذهب في النّاس، والفعل أثنى، يقال: أثنى فلان على الله ثمّ على المخلوقين يثني إثناء أو ثناء، يستعمل في القبيح من الذّكر وضدّه (أي والحسن منه) ، قال ابن الأعرابيّ: يقال: أثنى إذا قال خيرا أو شرّا.

وسمّيت سور القرآن مثاني؛ لأنّها تثنى على مرور الأوقات وتكرّر فلا تدرس «١» ولا تنقطع دروس سائر الأشياء الّتي تضمحلّ وتبطل على مرور الأيّام. ويصحّ أن يكون ذلك من الثّناء تنبيها على أنّه أبدا يظهر منه ما يدعو إلى الثّناء على الله وعلى من يتلوه ويعلّمه ويعمل به، وقال ابن منظور في قوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي (الحجر/ ٨٧) : يجوز أن يكون- والله أعلم- من المثاني أي ممّا أثني به على الله تبارك وتقدّس؛ لأنّ فيها (أي في آي سورة الفاتحة) حمد الله وتوحيده، وذكر ملكه يوم الدّين، والمعنى ولقد آتيناك سبع آيات من جملة الآيات الّتي يثنى بها على الله، وآتيناك القرآن العظيم «٢» .

[واصطلاحا:]

قال الجرجانيّ: الثّناء للشّيء: فعل ما يشعر بتعظيمه «٣» .

وقال الكفويّ: هو الكلام الجميل. وقيل: هو الذّكر بالخير، وقيل: هو الإتيان بما يشعر بالتّعظيم مطلقا، سواء كان باللّسان أو بالجنان أو بالأركان، وسواء كان في مقابلة شيء أو لا «٤» .

[الفرق بين الثناء والحمد والشكر:]

الحمد هو الثّناء باللّسان على الجميل الاختياريّ، نعمة كان أو غيرها يقال: حمدت الرّجل على إنعامه وحمدته على شجاعته، وأمّا الشّكر، فعلى النّعمة خاصّة، ويكون بالقلب واللّسان والجوارح، قال الشّاعر:

أفادتكم النّعماء منّي ثلاثة ... يدي ولساني والضّمير المحجّبا

وعلى هذا فبين الحمد والشّكر عموم


(١) تدرس: أي تبلى وتفنى.
(٢) الصحاح (٦/ ٢٢٩٦) . لسان العرب (١/ ٥١٧) . ومفردات الراغب (ص ٨٢) . والمصباح المنير (٨٥- ٨٦) .
(٣) التعريفات للجرجاني (٧٢) .
(٤) الكليات للكفوي (٢/ ١٢٤) .