للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تؤكد النزعة الأنانية المفرطة.

ومن مظاهر الاضطرابات الناجمة عن فقدان القيم الروحية والسند الروحي، انتشار اللجوء إلى السحر والشعوذة طلبا للشفاء من الأمراض الاجتماعية والنفسية بل مساعدة أصحاب الأعمال على تنظيم أعمالهم وغير ذلك من أمور «١» .

وتتعدد أشكال فقدان القيم الخلقية في المجتمع الغربي المعاصر، مما يدفعنا إلى القول بأن هذه النظريات في تكوين السلوك الخلقي تكاد تكون قد فقدت فعاليتها في واقع الحياة، بالرغم من تحقق مكاسب واضحة في المجال المادي وإن كان لهذه المكاسب انعكاسات على روح الإنسان وعقله وفكره، ومظاهر إيجابية من القيم الجيدة التي يرتكز عليها.

[ثانيا: منهج الإسلام في تنمية القيم الخلقية:]

لعله قد ظهر لدينا الآن ضرورة ملحة لطرح منهج الإسلام في تنمية القيم الخلقية لدى الإنسان المسلم وهذا المنهج بأصالته وربانيته استطاع أن يساعد على اكتساب الأخلاق الإسلامية واستمرارها استمرارا مشهودا، وسيادتها في حركة الإنسان المسلم الصادق، وبداية لا بد أن نقرر مجموعة من المبادىء الأساسية التالية:

١- إن تنمية القيم الخلقية لدى المسلم تعتمد على فطرة الإنسان وما زود به من استعدادات فطرية للتعلم والتخلق، ثم يأتي بعد ذلك عملية اكتساب الأخلاق من المجتمع المحيط في إطار التنمية المتكاملة المتوازنة لكامل شخصية الإنسان من خلال الجوانب الروحية والوجدانية والعقلية للإنسان وحواسه، وعلى ذلك فإن على التعليم والتربية أن يقدما الزاد لتنمية الإنسان من كافة النواحي، على صعيدي الفرد والجماعة وأن يحفزا هذه الجوانب كافة إلى الخير وطلب الكمال «٢» .

وهذا يعنى أن الجهد التوجيهي التربوي ينصب على كافة جوانب الشخصية الإنسانية وعلى التكامل بين المعرفة والسلوك، وينبغي للإنسان أن يعرف كيف يمزج بين المعرفة والعمل في إطار كلي، وبذلك تزداد خبرته وتجربته بالممارسة التي تعدل وتنسق الكثير من خبراته «٣» .

٢- إن وجود القيم الخلقية والمباديء العليا والأهداف السامية ضروري لتوجيه حياة الإنسان توجيها


(١) راجع: عبد الله عبد الدايم، مرجع سابق ص ٢٤٠.
(٢) سيد على أشرف، آفاق جديدة في التعليم الإسلامي، ترجمة أمين حسين الرباط، السعودية، عكاظ، ١٤٠٤ هـ/ ١٩٨٤ م، ص ٢٨، ٢٩.
(٣) محمد النقيب عطاس، التعليم الإسلامي أهدافه ومقاصده، ترجمة عبد الحميد محمد الحديبي، سلسلة التعليم الإسلامي، عكاظ وجامعة الملك عبد العزيز، ١٤٠٤ هـ/ ١٩٨٤ م، ص ١٤.