للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: آخر ما أوصاني به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين وضعت رجلي في الغرز «١» أن قال: «أحسن خلقك للنّاس يا معاذ بن جبل» ) * «٢» .

١٤-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: لمّا بلغ أبا ذرّ مبعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ يأتيه الخبر من السّماء، واسمع من قوله ثمّ ائتني، فانطلق الأخ حتّى قدمه وسمع من قوله ثمّ رجع إلى أبي ذرّ فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشّعر.... الحديث» ) * «٣» .

١٥-* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإنّ الله ليبغض الفاحش البذيء» ) * «٤» .

١٦-* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- قال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصّوم والصّلاة) * «٥» .

١٧-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أحسن النّاس خلقا فأرسلني يوما لحاجة، فقلت: والله لا أذهب- وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم- قال: فخرجت حتّى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السّوق فإذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قابض بقفاي من ورائي فنظرت إليه- وهو يضحك- فقال: «يا أنيس، اذهب حيث أمرتك» قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله، قال أنس: والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين، ما علمت قال لشيء صنعت: لم فعلت كذا وكذا، ولا لشىء تركت: هلّا فعلت كذا وكذا) * «٦» .


(١) الغرز: ركاب كور الجمل اذا كان من الجلد.
(٢) الموطأ (٢/ ٩٠٢) واللفظ له في حسن الخلق وهو من غير إسناد. قال ابن عبد البر كما في (جامع الأصول ٤/ ٤) : لكن ورد معناه، وذكر الزرقاني أحاديث من شواهده، وقال محقق جامع الأصول (٤/ ٤) : الحديث حسن بطرقه وشواهده التي تشهد له بالمعنى.
(٣) البخاري- الفتح ٧ (٣٨٦١) واللفظ له، ومسلم (٢٤٧٤) .
(٤) الترمذي ٤/ ٢٠٠٢) واللفظ له، وقال: حسن صحيح، والبذيء: هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام، وأبو داود (٤٧٩٩) ، وقال محقق جامع الأصول (٤/ ٦) : إسناده حسن، وقال مراجع رياض الصالحين (٢٣٢) : الحديث صحيح.
(٥) الترمذي ٤ (٢٠٠٣) وأبو داود رقم ٤٧٩٩ وقال محقق جامع الأصول (٤/ ٦) : إسناده حسن.
(٦) أبو داود (٤٧٧٣) ، وقال الألباني (٣/ ٩٠٧) : حسن.