للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشّريفة الّتي اتّفق جميع العقلاء على تفضيل صاحبها، وتعظيم المتّصف بالخلق الواحد منها فضلا عمّا فوقه، وأثنى الشّرع على جميعها، وأمر بها، ووعد السّعادة الدّائمة للمتخلّق بها، ووصف بعضها بأنّه من أجزاء النّبوّة، وهي المسمّاة بحسن الخلق، وهو الاعتدال في قوى النّفس وأوصافها، والتّوسّط فيها دون الميل إلى منحرف أطرافها، فجميعها قد كانت خلق نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم على الانتهاء في كمالها، والاعتدال إلى غايتها) * «١» .

١٥-* (قال بعض البلغاء: «الحسن الخلق من نفسه في راحة، والنّاس منه في سلامة، والسّيّء الخلق النّاس منه في بلاء، وهو من نفسه في عناء) » * «٢» .

١٦-* (جمع بعضهم علامات حسن الخلق؛ فقال: «هو أن يكون كثير الحياء، قليل الأذى. كثير الصّلاح، صدوق اللّسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزّلل، قليل الفضول، برّا وصولا وقورا صبورا شكورا، رضيّا حليما، رفيقا، شفيقا، لا لعّانا ولا سبّابا، ولا نمّاما، ولا مغتابا، ولا عجولا، ولا حقودا ولا بخيلا، ولا حسودا، بشّاشا هشّاشا، يحبّ في الله، ويبغض في الله، ويرضى في الله، ويغضب في الله، فهذا هو حسن الخلق» ) * «٣» .

١٧-* (وقال الشّاعر:

وما النّفس إلّا حيث يجعلها الفتى ... فإن أعطيت تاقت وإلّا تسلّت «٤»

١٨-* (وقال الشّاعر:

يا أيّها المتحلّى غير شيمته ... ومن سجيّته الإكثار والملق

عليك بالقصد فيما أنت فاعله ... إنّ التّخلّق يأتي دونه الخلق «٥»

١٩-* (وقال ابن الرّوميّ:

كن مثل نفسك في السّموّ إلى العلى ... لا مثل طينة جسمك الغدّار

فالنّفس تسمو نحو علو مليكها ... والجسم نحو السّفل هاو هار

فأعن أحقّهما بعونك واقتسر ... طبع السّفال بطبعك السّوار

والنّفس خيرك إنّها علويّة ... والجسم شرّك ليس فيه تمار

فانفذ لخيرك لا لشرّك واتّبع ... أولاهما بالقادر الغفّار

فالأرض في أفعالها مضطرّة ... والحىّ فيه فضيلة المختار

فإذا جريت على طباعك مثلها ... فكأنّ طبعك بعد من فخّار) *

. «٦»

٢٠-* (وقال الشّاعر:

والنّفس راغبة إذا رغّبتها ... وإذا تردّ إلى قليل تقنع) * «٧» .


(١) الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، (١/ ١٢٦) .
(٢) أدب الدنيا والدين (٢٣٦، ٢٣٧) .
(٣) إحياء علوم الدين (٣/ ٧٥) .
(٤) تسهيل النظر وتعجيل الظفر، للماوردي (٣٧) ، وأدب الدنيا والدين (١٠) .
(٥) المرجع السابق (٨، ٩) .
(٦) تسهيل النظر وتعجيل الظفر (٤٢، ٤٣)
(٧) الاستيعاب على هامش الإصابة (٤/ ٦٥، ٦٦) .