للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: كنت خلف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوما، فقال: «يا غلام إنّي أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلّا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلّا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصّحف» ) * «١» .

١٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لا يقولنّ أحدكم اللهمّ اغفر لي إن شئت، اللهمّ ارحمني إن شئت، ليعزم «٢» في الدّعاء، فإنّ الله صانع ما شاء لا مكره له.

وفي لفظ «ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرّغبة فإنّ الله لا يتعاظمه شيء أعطاه» ) * «٣» .

١٩-* (عن الحسين بن عليّ- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «للسّائل حقّ، وإن جاء على فرس» ) * «٤» .

٢٠-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لله أشدّ فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوّيّة «٥» مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها حتّى أدركه العطش، ثمّ قال أرجع إلى مكاني الّذي كنت فيه فأنام حتّى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه. فالله أشدّ فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده» ) * «٦» .

٢١-* (عن كعب بن مالك- رضي الله عنه- قال: لم أتخلّف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غزوة غزاها قطّ ... الحديث وفيه: «ما فعل كعب بن مالك؟ قال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه والنّظر في عطفيه، فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلّا خيرا» ) * «٧»

٢٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لمّا قضى الله الخلق كتب في كتابه: فهو عنده فوق العرش، إنّ رحمتي غلبت غضبي» ) * «٨» .

٢٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ


(١) الترمذي (٢٥١٦) واللفظ له وقال: حديث حسن صحيح. وأحمد في المسند (٢٨٠٤) وقال شاكر: إسناده صحيح.
(٢) ليعزم: قال العلماء: عزم المسألة الشدة في طلبها والجزم من غير ضعف في الطلب ولا تعليق على مشيئة ونحوها ومعنى الحديث استحباب الجزم في الطلب وكراهة التعليق على المشيئة.
(٣) البخاري- الفتح ١٠ (٦٣٣٩) . ومسلم (٢٦٧٩) واللفظ له.
(٤) أبو داود (١٦٦٥) واللفظ له. وأحمد في المسند (١٧٣٠) ، وقال محققه: إسناده صحيح كما جود إسناده العراقي والبخاري. وقد صححه السيوطي، فيض القدير (٥/ ٢٩٠) ويقوي هذا الحديث ما رواه الطبراني عن الهرماس بن زياد. انظر مجمع الزوائد (٣/ ١٠١) ، والحديث بهذا حسن لغيره. قال الخطابي: معناه الأمر بحسن الظّنّ بالسائل إذا تعّرض لك وأن لا تجبه بالتكذيب والرد مع إمكان الصدق- جامع الأصول (٦/ ٤٥٥) .
(٥) الأرض الدوية- بفتح الدال وتشديد الواو والياء-: الأرض القفر والفلاة الخالية.
(٦) البخاري- الفتح ٧ (٤٤١٨) . مسلم (٢٧٤) واللفظ له.
(٧) البخاري- الفتح ١١ (٦٣٠٩) . ومسلم (٢٧٦٩) واللفظ له.
(٨) البخاري- الفتح ٦ (٣١٩٤) .