للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال فيها أيضا (جارة) ، و (الجارة) : الضّرّة، قيل لها جارة: استكراها للفظ الضّرّة، و (كان ابن عبّاس ينام بين جارتيه) ، أي زوجتيه «١» .

[حق الجار اصطلاحا:]

امتثال الوصيّة بالجار بإيصال ضروب الإحسان إليه بحسب الطّاقة. كالهديّة، والسّلام وطلاقة الوجه عند لقائه، وتفقّد حاله، ومعاونته فيما احتاج إليه، إلى غير ذلك. وكفّ أسباب الأذى عنه على اختلاف أنواعه حسّيّة كانت أو معنويّة «٢» .

قال ابن حجر- رحمه الله-: واسم الجار يشمل المسلم والكافر، والعابد والفاسق، والصّديق والعدوّ، والغريب والبلديّ، والنّافع والضّارّ، والقريب والأجنبيّ والأقرب دارا والأبعد، وله مراتب بعضها أعلى من بعض، فأعلاها من اجتمعت فيه الصّفات الأول كلّها ثمّ أكثرها وهلمّ جرّا إلى الواحد، وعكسه من اجتمعت فيه الصّفات الأخرى كذلك، فيعطى كلّ حقّه بحسب حاله «٣» .

أمّا حقّ الجار تفصيلا فقد أشار إليه الحديث الثّالث عشر والأثران الحادي عشر والثّاني عشر، فلتنظر هناك.

حدّ الجوار:

وقال: واختلف في حدّ الجوار: فجاء عن عليّ رضي الله عنه- «من سمع النّداء فهو جار» ، وقيل «من صلّى معك صلاة الصّبح في المسجد فهو جار» ، وعن عائشة- رضي الله عنها- «حدّ الجوار أربعون دارا من كلّ جانب» ، وعن الأوزاعيّ مثله، وأخرج البخاريّ في (الأدب المفرد) مثله عن الحسن «٤» .

وقال القرطبيّ: الجار يطلق ويراد به الدّاخل في الجوار، ويطلق ويراد به المجاور في الدّار وهو الأغلب «٥» .

وقال ابن حجر أيضا: والجار القريب: من بينهما قرابة والجار الجنب بخلافه وهذا قول الأكثر، وأخرجه الطّبريّ بسند حسن عن ابن عبّاس، وقيل الجار القريب: المسلم والجار الجنب غيره وأخرجه أيضا الطّبري عن نوف البكاليّ أحد التّابعين «٦» .

[للاستزادة: انظر صفات: الأدب- تكريم الإنسان- حسن الخلق- إفشاء السلام- التودد- حسن المعاملة- حسن العشرة- طلاقة الوجه- الشهامة.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: الأذى- الإساءة- سوء المعاملة- اتباع الهوى- الإعراض- سوء الخلق- السفاهة] .


(١) المصباح المنير (١/ ٢٤) . ولسان العرب (٤/ ١٥٣- ١٥٥) . ومختار الصحاح (١١٦) ، ومفردات الراغب، (ص ١٠٣) .
(٢) فتح الباري (١٠/ ٤٥٦) .
(٣) المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٤) المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٥) المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٦) المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.