للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلّى الله عليه وسلّم حدّثك قال: إنّ الله- عزّ وجلّ- يحبّ ثلاثة.

ويبغض ثلاثة. قال: فما إخالني أكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: قلت: فمن هؤلاء الثّلاثة الّذين يحبّهم الله عزّ وجلّ-؟ قال: رجل غزا في سبيل الله صابرا محتسبا فقاتل حتّى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب الله- عزّ وجلّ- ثمّ تلا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (الصف/ ٤) قلت: ومن؟ قال: رجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتّى يكفيه الله إيّاه بحياة أو موت. قلت:

فذكر الحديث، وقد رواه النّسائيّ وغيره غير ذكر الجار) * «١» .

٧-* (عن المقداد بن الأسود- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه: «ما تقولون في الزّنا؟» . قالوا: حرام حرّمه الله ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة. قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لأن يزني الرّجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره. قال: ما تقولون في السّرقة؟ قالوا: حرّمها الله ورسوله فهي حرام. قال: «لأن يسرق الرّجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره» ) * «٢» .

٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره» . ثمّ يقول أبو هريرة: مالي أراكم عنها «٣» معرضين؟ والله لأرمينّ «٤» بها بين أكنافكم «٥» ) * «٦» .

٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقول: «اللهمّ إنّي أعوذ بك من جار السّوء في دار المقامة؛ فإنّ جار البادية يتحوّل» ) * «٧» .

١٠-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّه قال وهو ينحل ابن الزّبير «٨» قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس المؤمن الّذي يشبع وجاره جائع» ) * «٩» .

١١-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به» ) * «١٠» .

١٢-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما-


(١) الهيثمي في المجمع (٨/ ١٧١) وقال: رواه أحمد والطبراني واللفظ له وإسناد الطبراني وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح. والحاكم في المستدرك (٢/ ٨٩) وصححه ووافقه الذهبي.
(٢) المنذري في الترغيب (٣/ ٣٥٢) وقال: رواه أحمد واللفظ له، ورواته ثقات، والطبراني في الكبير والأوسط.
(٣) قوله (عنها) : أي عن هذه السنة أو عن هذه المقالة.
(٤) قوله (لأرمينّ بها) في رواية أبي داود (لألقينها) أي لأشيعن هذه المقالة فيكم ولأقرعنّكم بها كما يضرب الإنسان بالشيء بين كتفيه ليستيقظ من غفلته.
(٥) قوله (بين أكنافكم) قال ابن عبد البر: رويناه في الموطأ بالمثناة وبالنون. والأكناف بالنون جميع كنف بفتحها وهو الجانب، قال الخطابي: معناه إن لم تقبلوا هذا الحكم وتعملوا به راضين لأجعلنها أي الخشبة على رقابكم كارهين، قال وأراد بذلك المبالغة، وبهذا التأويل جزم إمام الحرمين تبعا لغيره وقال: إن ذلك وقع من أبي هريرة حين كان يلي إمرة المدينة.
(٦) البخاري- الفتح ٥ (٢٤٦٣) . مسلم (١٦٠٩) .
(٧) المنذري في الترغيب (٣/ ٣٥٥) وقال: رواه ابن حبان في صحيحه. والحاكم (١/ ٥٣٢) وصححه ووافقه الذهبي.
(٨) ينحل ابن الزبير: أي يعطيه عطية بلا عوض.
(٩) الهيثمي في المجمع (٨/ ١٦٧) وقال: رواه الطبراني وأبو يعلى ورجاله ثقات. مسند أبي يعلى (٥/ ٩٢) برقم (٢٦٩٩) ، وصححه الحاكم ٤/ ١٦٧) ووافقه الذهبي.
(١٠) الهيثمي في المجمع (٨/ ١٦٧) وقال: رواه الطبراني والبزار وإسناد البزار حسن.