للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من أمير عشرة إلّا يؤتى به يوم القيامة مغلولا حتّى يفكّ عنه العدل أو يوبقه الجور) * «١» .

١٩-* (عن زهير- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إنّ المقسطين عند الله، على منابر من نور، عن يمين الرّحمن عزّ وجلّ. وكلتا يديه يمين؛ الّذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا) * «٢» .

٢٠-* (عن مجاهد عن مولاه أنّه حدّثه أنّه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهليّة قال: ولي حجر أنا نحتّه بيديّ أعبده من دون الله تبارك وتعالى فأجيء باللّبن الخاثر الّذي أنفسه على نفسي فأصبّه عليه، فيجيء الكلب فيلحسه ثمّ يشعر فيبول، فبنينا حتّى بلغنا موضع الحجر وما يرى الحجر أحد فإذا هو وسط حجارتنا مثل رأس الرّجل يكاد يتراءى منه وجه الرّجل: فقال بطن من قريش: نحن نضعه، وقال آخرون: نحن نضعه، فقالوا: اجعلوا بينكم حكما، قالوا: أوّل رجل يطلع من الفجّ فجاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالوا:

أتاكم الأمين فقالوا له، فوضعه في ثوب ثمّ دعا بطونهم فأخذوا بنواصيه معه فوضعه هو صلّى الله عليه وسلّم» ) * «٣» .

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (الحكم بما أنزل الله)

٢١-* (عن سلمة بن صخر البياضيّ. قال:

كنت امرأ أصيب من النّساء ما لا يصيب غيري، فلمّا دخل شهر رمضان خفت أن أصيب من امرأتي شيئا تتايع «٤» بي حتّى أصبح، فظاهرت منها حتّى ينسلخ شهر رمضان، فبينا هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشّف لي منها شيء، فلم ألبث أن نزوت «٥» عليها، فلمّا أصبحت خرجت إلى قومي فأخبرتهم الخبر، وقلت:

امشوا معي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالوا: لا والله، فانطلقت إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبرته، فقال «أنت بذاك يا سلمة» ؟ قلت: أنا بذاك يا رسول الله مرّتين، وأنا صابر لأمر الله فاحكم فيّ ما أراك الله قال: «حرّر رقبة» قلت: والّذي بعثك بالحقّ ما أملك رقبة غيرها وضربت صفحة رقبتي، قال «فصم شهرين متتابعين» قال: وهل أصبت الّذي أصبت إلّا من الصّيام؟ قال:


(١) أحمد (٢/ ٤٣١) ، وقال محقق شرح السنة للبغوي: إسناده حسن (١٠/ ٥٩) واللفظ له، والترغيب والترهيب (٣/ ١٣٩) وجود إسناده.
(٢) مسلم (١٨٢٧) واللفظ له.
(٣) أحمد (٣/ ٤٢٠) ، وأشار إليه ابن حجر في الفتح ٤/ ١٨٥ و٨/ ١٤٦ وكذلك في جمع الفوائد ١/ ٥٢٢/ ٣٧١٢، وقال فيه هلال بن حبان وهو ثقة وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح.
(٤) التتايع: التهافت في الشر واللجاج فيه.
(٥) نزوت عليها: وثبت عليها، أراد: الجماع.