للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٢-* (عن عائشة- رضي الله عنها- زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّها قالت للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد؟. قال: «لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلّا وأنا بقرن الثّعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلّتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إنّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال فسلّم عليّ ثمّ قال: يا محمّد فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا» ) * «١» .

١٣-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّها قالت: استأذن رهط من اليهود على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا:

السّام عليك. فقلت: بل عليكم السّام واللّعنة، فقال: يا عائشة: «إنّ الله رفيق يحبّ الرّفق في الأمر كلّه» . قلت:

أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: «قلت: وعليكم» ) * «٢» .

[من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الحلم)]

١-* (قال لقمان الحكيم: «ثلاثة لا يعرفون إلّا عند ثلاثة: لا يعرف الحليم إلّا عند الغضب، ولا الشّجاع إلّا عند الحرب، ولا الأخ إلّا عند الحاجة إليه» ) * «٣» .

٢-* (بلغ عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- أنّ جماعة من رعيّته اشتكوا من عمّاله؛ فأمرهم أن يوافوه، فلمّا أتوه قام فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:

«أيّها النّاس، أيّتها الرّعيّة، إنّ لنا عليكم حقّا: النّصيحة بالغيب والمعاونة على الخير، أيّتها الرّعاة إنّ للرّعيّة عليكم حقّا فاعلموا أنّه لا شيء أحبّ إلى الله ولا أعزّ من حلم إمام ورفقه، وليس جهل أبغض إلى الله ولا أغمّ من جهل إمام وخرقه» ) * «٤» .

٣-* (وقال- رضي الله عنه-: «تعلّموا العلم وتعلّموا للعلم السّكينة والحلم» ) * «٥» .

٤-* (وقال- رضي الله عنه- أيضا: «كان أبو بكر- رضي الله عنه- يوم السّقيفة أحلم منّي وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري «٦» إلّا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتّى سكت» ) * «٧» .

٥-* (قال عليّ بن أبي طالب- رضي الله


(١) البخاري- الفتح ٦ (٣٢٣١) واللفظ له. ومسلم (١٧٩٥) .
(٢) البخاري- الفتح ١٢ (٦٩٢٧) واللفظ له. ومسلم (٢١٦٥) .
(٣) الإحياء (٣/ ١٧٩) .
(٤) المرجع السابق (٣/ ١٨٦) .
(٥) المرجع السابق (٣/ ١٧٨) .
(٦) التزوير: إصلاح الكلام وتهيئته.
(٧) البخاري- الفتح ١٢ (٦٨٣٠) وهو حديث طويل اقتصرت منه على ما يخص الصفة.