للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المثل التطبيقي من حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم في (الحنان)

١٠-* (عن مالك بن الحويرث- رضي الله عنه- قال: أتينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ونحن شببة «١» متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنّ أنّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمّن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقا رحيما، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم فعلّموهم ومروهم وصلّوا كما رأيتموني أصلّي، وإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم، ثمّ ليؤمّكم أكبركم» ) * «٢» .

١١-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم «إنّما مثلي ومثل أمّتي، كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدّوابّ والفراش يقعن فيه، فأنا آخذ بحجزكم «٣» ، وأنتم تقحّمون «٤» فيه» ) * «٥» .

١٢-* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه- قال:

خرج علينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فصلّى، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها) * «٦» .

١٣-* (عن عمران بن حصين- رضي الله عنهما- قال: كانت ثقيف خلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأسر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجلا من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء «٧» ، فأتى عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو في الوثاق. قال: يا محمّد، فأتاه فقال: «ما شأنك؟» فقال: بم أخذتني؟ وبم أخذت سابقة الحاجّ «٨» . فقال: «إعظاما لذلك، أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف» ثمّ انصرف عنه فناداه. فقال: يا محمّد! يا محمّد! وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رحيما رقيقا، فرجع إليه فقال: «ما شأنك؟» قال: إنّي مسلم. قال:

«لو قلتها وأنت تملك أمرك «٩» ، أفلحت كلّ الفلاح» ثمّ انصرف، فناداه. فقال: يا محمّد! يا محمّد!. فأتاه، فقال: «ما شأنك؟» قال: إنّي جائع فأطعمني وظمآن فاسقني. قال: «هذه حاجتك» ففدي بالرّجلين ... الحديث) * «١٠» .

١٤-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منزلا فانطلق إنسان، إلى غيضة «١١» فأخرج منها بيض حمّرة، فجاءت الحمّرة ترفّ على رأس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورؤوس أصحابه.

فقال: «وأيّكم فجع هذه؟» فقال رجل من القوم: أنا أصبت لها بيضا. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اردده» ) * «١٢» .


(١) شببة: جمع شاب مثل بررة جمع بار.
(٢) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠٠٨) واللفظ له، ومسلم (٦٧٤) .
(٣) بحجزكم: جمع حجزة وهي معقد الإزار والسراويل.
(٤) تقحمون: التقحم هو الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت.
(٥) مسلم (٢٢٨٤) .
(٦) البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٩٦) واللفظ له، مسلم (٥٤٣) .
(٧) العضباء: ناقة نجيبة كانت لرجل من بني عقيل ثم انتقلت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
(٨) سابقة الحاج: أراد بها العضباء؛ فإنها كانت لا تسبق أو لا تكاد تسبق.
(٩) وأنت تملك أمرك: أي لو قلت كلمة الإسلام قبل الأسر.
(١٠) مسلم (١٦٤١) .
(١١) الغيضة: الشجر الملتف.
(١٢) أحمد (١/ ٤٠٤) وهذا لفظه، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (٥/ ٣٢٠) رقم (٣٨٣٥) ، وعزاه لأبي داود وهو فيه برقم (٥٢٦٨) .