للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الحوقلة]

[الحوقلة لغة:]

تقال على وجهين:

الأوّل: مصدر حوقل الرّجل إذا قال لا حول ولا قوّة إلّا بالله، وهي كلمة منحوتة من هذه العبارة ونظيرها هلّل الرّجل إذا قال: لا إله إلّا الله.

قال ابن منظور: هلّل الرّجل إذا قال: لا إله إلّا الله، وقد هيلل الرّجل إذا قال ذلك.. وهو مثل قولهم حولق الرّجل وحوقل إذا قال: لا حول ولا قوّة إلّا بالله وأنشد:

فداك من الأقوام كلّ مبخّل ... يحولق إمّا ساله العرف سائل

وقال الخليل: يقال حيعل الرّجل: إذا قال حيّ على الصّلاة قال: والعرب تفعل هذا، إذا كثر استعمالهم للكلمتين ضمّوا بعض حروف إحداهما إلى بعض حروف الأخرى.

وقال أبو العبّاس: وهذا في أربع كلمات هي:

الحوقلة، والبسملة، والسّبحلة، والهيللة، أحرفها جاءت هكذا. قيل له: والحمدلة، قال: لا أنكره.

أمّا المعنى الآخر للحوقلة فإنّها تكون مصدرا لقولهم:

حوقل الرّجل حوقلة وحيقالا، إذا كبر وفتر عن الجماع، الآيات الأحاديث الآثار

١ ٦ ١٢

قال الرّاجز:

يا قوم قد حوقلت أو دانيت ... وبعد حيقال الرّجال الموت

قال الجوهريّ: وقلت لأبي الغوث: ما الحوقلة؟

قال: هن الشّيخ المحوقل «١» .

أمّا الحول في اللّغة فأصله تغيّر الشّيء وانفصاله عن غيره، وباعتبار التّغيّر قيل: حال الشّيء يحول حؤولا، واستحال تهيّأ لأن يحول، وباعتبار الانفصال قيل حال بيني وبينك كذا وقوله تعالى: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ (الأنفال/ ٢٤) ، فإشارة إلى ما قيل في وصفه «يقلّب القلوب» وهو أن يلقي في قلب الإنسان ما يصرفه عن مراده لحكمة تقتضي ذلك ... يقال: الحال لما يختصّ به الإنسان وغيره من الأمور المتغيّرة في نفسه وجسمه وقنيته، والحول ماله من القوّة في أحد هذه الأمور الثّلاثة، ومنه قيل لا حول ولا قوّة إلّا بالله «٢» . وقال الجوهريّ: الحول يكون بمعنى الحيلة والقوّة وبمعنى السّنة، وقال ابن سيده: الحول والحيل والحيلة: الحذق وجودة النّظر، والقدرة على دقّة التّصرّف «٣» .


(١) لسان العرب (٨/ ٤٦٨٨- ٤٦٩٢) ، الصحاح. (٤/ ١٦٧٢) ، والمصباح المنير (٢/ ٦٣٩) .
(٢) مفردات الراغب (١٣٧) .
(٣) الصحاح (٤/ ١٦٧٩) ، اللسان (١٠٥٥) ط. دار المعارف.