للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ببشارة عظيمة، فقال: «اذهب إليه فقل له إنّك لست من أهل النّار ولكنّك من أهل الجنّة» ) * «١» .

٤-* (قال ابن أبي مليكة- رحمه الله تعالى-:

كاد الخيّران أن يهلكا- أبو بكر وعمر- لمّا قدم على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفد بني تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التّميميّ الحنظليّ أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكر لعمر: إنّما أردت خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فارتفعت أصواتهما عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فنزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ إلى قوله عَظِيمٌ (الحجرات: ٢- ٣) ، قال ابن أبي مليكة: قال ابن الزّبير: فكان عمر بعد- ولم يذكر عن أبيه يعني أبا بكر- إذا حدّث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بحديث حدّثه كأخي السّرار لم يسمعه حتّى يستفهمه) * «٢» .

٥-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّه قال: اعتكف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة، فكشف السّتر وقال: «ألا إنّ كلّكم مناج ربّه، فلا يؤذينّ بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة» أو قال: «في الصّلاة» ) * «٣» .

٦-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- قال: كنّا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في سفر، فكنّا إذا علونا كبّرنا، فقال: «اربعوا «٤» على أنفسكم، فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا، تدعون سميعا بصيرا قريبا» ، ثمّ أتى عليّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوّة إلّا بالله، فقال لي: «يا عبد الله بن قيس، قل لا حول ولا قوّة إلّا بالله فإنّها كنز من كنوز الجنّة» أو قال: «ألا أدلّك به» ) * «٥» .

٧-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما-:

لمّا نزل قوله تعالى لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ تألّى أبو بكر أن لا يكلّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلّا كأخي السّرار، فأنزل الله في أبي بكر إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ» ) * «٦» .

٨-* (عن ابن عسّال- أنّ رجلا من أهل البادية أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجعل يناديه بصوت له جهوريّ: يا محمّد، يا محمّد، فقلنا: «ويحك اخفض من صوتك، فإنّك قد نهيت عن هذا، قال: لا والله حتّى أسمعه، فقال النّبيّ «هاؤم» ، قال: أرأيت رجلا يحبّ قوما ولمّا يلحق بهم، قال: «المرء مع من أحبّ» ) * «٧» .


(١) البخاري- الفتح ٨ (٤٨٤٦) .
(٢) البخاري- الفتح ١٣ (٧٣٠٢) . وقوله «كأخي السرار» أي كالمناجي سرّا.
(٣) أبو داود ١٣٣٢) واللفظ له، والموطأ (٨١) ، وذكره جامع الأصول (٥/ ٣٥٦) ، وقال محققه: حديث صحيح.
(٤) اربعوا: ارفقوا.
(٥) البخاري- الفتح ١٣ (٧٣٨٦) واللفظ له، مسلم (٢٧٠٤) .
(٦) ذكره في زاد المسير (٧/ ٤٥٧) ، وجاء في حاشية تحقيقه: ذكره الواحدي في أسباب النزول (٢٨٨) واللفظ فيه، وقال الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف: أخرجه البزار وابن مردويه عن أبي بكر وأخرجه الحاكم والبيهقي في المدخل من حديث أبي هريرة وقال: صحيح على شرط مسلم. انظر المستدرك (٢/ ٤٦٢) بلفظ قريب.
(٧) الدر المنثور (٧/ ٥٥١) ، وقال: أخرجه الترمذي وابن حبان وابن مردوية. ورواية الترمذي بدون القصة (٢٣٨٨) وقال: حديث صحيح. وقال محقق جامع الأصول (٦/ ٤٥٨) : إسناده صحيح.