للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْحَسَنَةِ (النحل/ ١٢٥) : ذكر سبحانه مراتب الدّعوة وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعوّ: فإنّه إمّا أن يكون طالبا للحقّ محبّا له مؤثرا له على غيره إذا عرفه، فهذا يدعى بالحكمة، ولا يحتاج إلى موعظة وجدال. وإمّا أن يكون مشتغلا بضدّ الحقّ، ولكن لو عرفه آثره واتّبعه، فهذا يحتاج إلى الموعظة بالتّرغيب والتّرهيب. وإمّا أن يكون معاندا معارضا فهذا يجادل بالّتي هي أحسن، فإن رجع وإلّا انتقل معه إلى الجدال إن أمكن «١» .

[الدعوة إلى الله وآدابها:]

تبليغ الدّعوة إلى الله يكون بالقول وبالعمل وبسيرة الدّاعي الّتي تجعله قدوة حسنة لغيره فتجذبهم إلى الإسلام «٢» .

ولا بدّ أن يستعين الدّاعي إلى الله بأساليب الدّعوة الإسلاميّة، وهي:

١- الحكمة.

٢- الوعظ عن طريق التّرغيب والتّرهيب.

٣- الجدل والحوار وإقامة الحجّة.

٤- القدوة.

٥- الجهاد.

٦- التّربية والتّعليم.

٧- استخدام العلم ونظريّاته واكتشافاته.

٨- الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.

٩- الإعلام.

١٠- التّأليف والكتابة والتّحقيق والتّخريج.

١١- دروس المساجد.

١٢- الخروج إلى القرى والمساجد والمدن.

١٣- الاهتمام بالعقل.

١٤- الاهتمام بالرّوح وتزكية النّفس وأعمال البرّ «٣» .

[من أسس الدعوة إلى الله الاستقامة على أمر الله:]

دعا الإسلام إلى الاستقامة وجعلها أعلى المقامات. وأسلوبه في الدّعوة إليها أسلوب يستهوي الأفئدة ويؤثّر في النّفوس ويحملها على التزامها والتّعلّق بأهدابها. قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ أي إنّ الّذين آمنوا بالله إيمانا حقّا واستقاموا على الطّريق الّذي رسمه لعباده فإنّ الملائكة تنزّل عليهم عند الموت قائلة لهم:

لا تخافوا ممّا أمامكم من أهوال القبر ولا تحزنوا على ما تركتم وراءكم من أموال وأولاد وأبشروا بالجنّة الّتي وعدكم الله بها.

وإنّ هؤلاء الّذين قالوا ربّنا الله واستقاموا


(١) فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (٨٦- ٨٧) .
(٢) أصول الدعوة للدكتور عبد الكريم زيدان (٤٧٠) .
(٣) الأسلوب التربوي للدعوة إلى الله في العصر الحاضر لخالد ابن عبد الكريم الخياط (١٠٤، ١٠٥) .