للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لسانك رطبا من ذكر الله» ) * «١» .

٧-* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أخذ بيده وقال: «يا معاذ والله إنّى لأحبّك [والله إنّي لأحبّك] . فقال: «أوصيك يا معاذ، لا تدعنّ في دبر كلّ صلاة تقول: اللهمّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» ) * «٢» .

٨-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: إنّ رفع الصّوت بالذّكر حين ينصرف النّاس من المكتوبة كان على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

وقال ابن عبّاس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته) * «٣» .

٩-* (عن الحارث الأشعريّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله أوحى إلى يحيى بن زكريّا بخمس كلمات أن يعمل بهنّ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ فكأنّه أبطأ بهنّ، فأتاه عيسى فقال: إنّ الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهنّ، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فإمّا أن تخبرهم، وإمّا أن أخبرهم، فقال: يا أخي، لا تفعل فإنّي أخاف إن تسبقني بهنّ أن يخسف بي، أو أعذّب. قال: فجمع بني إسرائيل ببيت المقدّس حتّى امتلأ المسجد وقعدوا على الشّرفات، ثمّ خطبهم فقال: إنّ الله أوحى إليّ بخمس كلمات أن أعمل بهنّ، وآمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، أوّلهنّ: أن لا تشركوا بالله شيئا، فإنّ مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق، ثمّ أسكنه دارا. فقال:

اعمل وارفع إليّ فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيّده، فأيّكم يرضى أن يكون عبده كذلك، فإنّ الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا، وإذا قمتم إلى الصّلاة فلا تلتفتوا، فإنّ الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت وآمركم بالصّيام، ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرّة مسك، كلّهم يحبّ أن يجد ريحها، وإنّ الصّيام أطيب عند الله من ريح المسك، وآمركم بالصّدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدوّ فأوثقوا يده إلى عنقه، وقرّبوه ليضربوا عنقه، فجعل يقول:

هل لكم أن أفدي نفسي منكم، وجعل يعطي القليل والكثير حتّى فدى نفسه، وأمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدوّ سراعا في أثره حتّى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وكذلك العبد لا ينجو من الشّيطان إلّا بذكر الله ...

الحديث» ) * «٤» .

١٠-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لله ملائكة يطوفون في


(١) الترمذي (٣٣٧٥) واللفظ له، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وأخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ٤٩٥) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(٢) أبو داود (١٥٢٢) واللفظ له، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (١/ ٢٨٤) رقم (١٣٤٧) : صحيح، والنسائي (٣/ ٥٣) . وقال محقق جامع الأصول (٤/ ٢٠٩) : إسناده صحيح.
(٣) البخاري- الفتح ٢ (٨٤١) .
(٤) قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب (٢٨٦٣) وزاد فيه: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: وأنا آمركم بخمس والمنذري في الترغيب (٢/ ٣٩٧) وقال: رواه الترمذي والنسائي ببعضه وابن خزيمة-