للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وترجعون إلى رحالكم «١» برسول الله؟ فو الله، لما تنقلبون به خير ممّا ينقلبون به فقالوا: بلى. يا رسول الله، قد رضينا. قال: «فإنّكم ستجدون أثرة شديدة «٢» .

فاصبروا حتّى تلقوا الله ورسوله. فإنّي على الحوض» قالوا: سنصبر) * «٣» .

٧-* (عن أبي قتادة الأنصاريّ- رضي الله عنه- أنّ رجلا أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: كيف تصوم؟

فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فلمّا رأى عمر- رضي الله عنه- غضبه قال: رضينا بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا. نعوذ بالله من غضب الله، وغضب رسوله. فجعل عمر- رضي الله عنه- يردّد هذا الكلام حتّى سكن غضبه، فقال عمر: يا رسول الله كيف بمن يصوم الدّهر كلّه؟. قال: «لا صام ولا أفطر؟» (أو قال) «لم يصم ولم يفطر» . قال: كيف من يصوم يومين ويفطر يوما؟. قال: «ويطيق ذلك أحد؟» . قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يوما؟ قال:

«ذاك صوم داود (عليه السّلام) » . قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يومين؟. قال: «وددت أنّي طوّقت ذلك» . ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ثلاث من كلّ شهر.

ورمضان إلى رمضان. فهذا صيام الدّهر كلّه. صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السّنة الّتي قبله، والسّنة الّتي بعده. وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفّر السّنة الّتي قبله» ) * «٤» .

٨-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبّر ثلاثا، ثمّ قال: «سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين «٥» . وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون. اللهمّ إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتّقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهمّ هوّن علينا سفرنا هذا، واطو عنّا بعده. اللهمّ أنت الصّاحب في السّفر، والخليفة في الأهل. اللهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء «٦» السّفر، وكآبة «٧» المنظر، وسوء المنقلب «٨» في المال والأهل.

وإذا رجع قالهنّ، وزاد فيهنّ «آيبون تائبون عابدون، لربّنا حامدون» ) * «٩» .

٩-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّ ناسا في زمن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالوا: يا رسول الله هل ترى ربّنا يوم القيامة؟ ... الحديث وفيه:

فقالوا: يا رسول الله كأنّك كنت ترعى بالبادية. قال:

«فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم «١٠» يعرفهم أهل الجنّة. هؤلاء عتقاء الله الّذين أدخلهم الله الجنّة بغير


(١) رحالكم: أي منازلكم.
(٢) أثرة شديدة: أى يستأثر عليكم، ويفضل عليكم غيركم بغير حق.
(٣) البخاري- الفتح ٧ (٣٧٩٣) ، مسلم (١٠٥٩) واللفظ له
(٤) مسلم (١١٦٢) .
(٥) وما كنا له مقرنين: أي ما كنا نطيق قهره واستعماله لولا تسخير الله تعالى إياه لنا.
(٦) وعثاء: المشقة والشدة.
(٧) وكآبة: هي تغير النفس من حزن ونحوه.
(٨) المنقلب: المرجع.
(٩) مسلم (١٣٤٢) .
(١٠) الخواتم جمع خاتم بفتح التاء وكسرها أشياء من ذهب أو غير ذلك تعلق في أعناقهم، علامة يعرفون بها.