للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦- عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال:

خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيّها النّاس، إنّي قمت فيكم كمقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فينا، فقال: «أوصيكم بأصحابي، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ يفشو الكذب، حتّى يحلف الرّجل ولا يستحلف، ويشهد الشّاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة إلّا كان ثالثهما الشّيطان، عليكم بالجماعة، وإيّاكم والفرقة؛ فإنّ الشّيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنّة «١» فليلزم الجماعة.

من سرّته حسنته، وساءته سيّئته فذلك المؤمن» ) * «٢» .

٧-* (عن صهيب- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «عجبا لأمر المؤمن! إنّ أمره كلّه خير، وليس ذاك لأحد إلّا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له) » * «٣» .

٨-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما من عبد يموت، له عند الله خير يسرّه أن يرجع إلى الدّنيا وأنّ له الدّنيا وما فيها، إلّا الشّهيد لما يرى من فضل الشّهادة، فإنّه يسرّه أن يرجع إلى الدّنيا فيقتل مرّة أخرى» ) * «٤» .

٩-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من سرّه أن يبسط عليه رزقه، أو ينسأ «٥» في أثره»

، فليصل رحمه» ) * «٧» .

١٠-* (عن المقداد بن الأسود- رضي الله عنه- قال: أيم الله لقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، إنّ السّعيد لمن جنّب الفتن، ولمن ابتلي فصبر، فواها» ) * «٨» .

() الأحاديث الواردة في (السرور) معنى

١١-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: «قال عمر: يا رسول الله، أرأيت ما نعمل فيه أمر مبتدع- أو مبتدأ- أو فيما قد فرغ منه؟

فقال: «فيما قد فرغ منه يا ابن الخطّاب، وكلّ ميسّر.

أمّا من كان من أهل السّعادة؛ فإنّه يعمل للسّعادة، وأمّا من كان من أهل الشّقاء، فإنّه يعمل للشّقاء» ) «٩»

١٢-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ (مريم/ ٣٩) قال: «يؤتى بالموت كأنّه كبش أملح، حتّى يوقف على السّور بين الجنّة والنّار،


(١) بحبوحة الجنّة: أوسطها وأوسعها.
(٢) الترمذي (٢١٦٥) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، ورواه أحمد والحاكم في المستدرك وصححه الألباني في الصحيحة (١١١٦) .
(٣) مسلم (٢٩٩٩) .
(٤) البخاري- الفتح ٦ (٢٧٩٥) واللفظ له ومسلم (١٨٧٧)
(٥) ينسأ: أي يؤخر.
(٦) أثره: الأثر الأجل؛ لأنه تابع للحياة في أثرها.
(٧) البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٨٥) ، ومسلم (٢٥٥٧) واللفظ له.
(٨) أبو داود (٤٢٦٣) . وكلمة واها: اسم فعل بمعنى التعجب، وصححه الشيخ الألباني (صحيح أبي داود) وفي الصحيحة (٩٧٣) .
(٩) الترمذي (٢١٣٥) وقال: حديث حسن صحيح وفي الباب عن علي وحذيفة بن أسيد وأنس وعمران بن حصين، والحديث بعض ألفاظه في الصحيحين.