للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[السلم]

[السلم لغة:]

السّلم (بفتح السين وكسرها) مأخوذ من مادّة (س ل م) الّتي تدلّ على الصّحّة والعافية في كلّ ما اشتقّ منها، قال ابن فارس: ومن هذا الباب: السّلم بمعنى الصّلح، وهو يذكّر ويؤنّث، قال تعالى: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (الأنفال/ ٦١) وقال الرّاغب: السّلم والسّلامة: التّعرّي من الآفات الظّاهرة والباطنة، والسّلام والسّلم والسّلم:

الصّلح، قال تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً (النساء/ ٩٤) قيل نزلت فيمن قتل بعد إقراره بالإسلام ومطالبته بالصّلح «١» ، وقال ابن منظور: من معاني السّلم: الاستسلام، والتّسالم:

التّصالح. والمسالمة: المصالحة. وفي حديث الحديبية:

«أنّه أخذ ثمانين من أهل مكّة سلما» ؛ قال ابن الأثير:

يروى بكسر السّين وفتحها، وهما لغتان للصّلح، وهو المراد في الحديث على ما فسّره الحميديّ في غريبه؛ وقال الخطّابيّ: إنّه السّلم، بفتح السّين واللّام، يريد الاستسلام والإذعان كقوله تعالى: وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٥/ ٢١/ ٢

(النساء/ ٩٠) ؛ أي الانقياد، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع؛ قال: وهذا هو الأشبه بالقضيّة، فإنّهم لم يؤخذوا عن صلح، وإنّما أخذوا قهرا وأسلموا أنفسهم عجزا، وللأوّل وجه، وذلك أنّهم لم يجر معهم حرب، إنّما لمّا عجزوا عن دفعهم أو النّجاة منهم، رضوا أن يؤخذوا أسرى ولا يقتلوا، فكأنّهم قد صولحوا على ذلك، فسميّ الانقياد صلحا، وهو السّلم؛ ومنه كتابه بين قريش والأنصار:

وإنّ سلم المؤمنين واحد لا يسالم مؤمن دون مؤمن، أي لا يصالح واحد دون أصحابه، وإنّما يقع الصّلح بينهم وبين عدوّهم باجتماع ملئهم على ذلك؛ قال:

ومن الأوّل حديث أبي قتادة: «لآتينّك برجل سلم» أي أسير، لأنّه استسلم وانقاد. واستسلم أي انقاد. ومنه الحديث: «أسلم سالمها الله» ، هو من المسالمة وترك الحرب، ويحتمل أن يكون دعاء وإخبارا، إمّا دعاء لها أن يسالمها الله ولا يأمر بحربها، أو أخبر أنّ الله قد سالمها ومنع من حربها. وحكي السّلم والسّلم الاستسلام وضدّ الحرب أيضا «٢» .


(١) مقاييس اللغة لابن فارس (٣/ ٩٠) ، والمفردات للراغب (٢٤٠) .
(٢) انظر النهاية لابن الأثير (٢/ ٢٣٩٢) ، وتفسير أسماء الله الحسنى (٣١) والمقصد الأسنى للغزالي (٦٧) .