للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ائتمّ بقول قيل قبله. قال: ثمّ قال: بم يأمركم؟ قلت:

يأمرنا بالصّلاة والزّكاة والصّلة والعفاف. قال: إن يكن ما تقول فيه حقّا، فإنّه نبيّ. وقد كنت أعلم أنّه خارج.

ولم أكن أظنّه منكم. ولو أنّي أعلم أنّي أخلص إليه، لأحببت لقاءه. ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه.

وليبلغنّ ملكه ما تحت قدميّ) * «١» .

٣-* (عن عبد الله بن حبشيّ الخثعميّ- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، سئل: أيّ الأعمال أفضل؟

قال: «طول القيام» . قيل: فأيّ الصّدقة أفضل؟ قال:

«جهد المقلّ» . قيل: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال: «من هجر ما حرّم الله عليه» . قيل: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال:

«من جاهد المشركين بماله ونفسه» . قيل: فأيّ القتل أشرف؟ قال: «من أهريق دمه وعقر جواده» ) * «٢» .

٤-* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه- قال: جاء جبريل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا محمّد! عش ما شئت فإنّك ميّت، واعمل ما شئت فإنّك مجزيّ به وأحبب ما شئت فإنّك مفارقه، واعلم أنّ شرف المؤمن قيام اللّيل، وعزّه استغناؤه عن النّاس) * «٣» .

٥-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا» ) * «٤» .

٦-* (عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي الله عنه- أنّه قال: مرّ رجل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال لرجل عنده جالس: «ما رأيك في هذا؟» . فقال: رجل من أشراف النّاس، هذا والله حريّ إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفّع. قال: فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ثمّ مرّ رجل، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما رأيك في هذا؟

فقال: يا رسول الله! هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريّ إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفّع، وإن قال أن لا يسمع لقوله. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا» ) * «٥» .

٧-* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما- قال: مرّ على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بيهوديّ محمّما «٦» مجلودا.

فدعاهم صلّى الله عليه وسلّم فقال: «هكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم؟» . قالوا: نعم. فدعا رجلا من علمائهم.

فقال: «أنشدك بالله الّذي أنزل التّوراة على موسى! أهكذا تجدون حدّ الزّاني في كتابكم؟» قال: لا. ولولا أنّك نشدتني بهذا لم أخبرك. نجده الرّجم. ولكنّه كثر في أشرافنا. فكنّا إذا أخذنا الشّريف تركناه. وإذا أخذنا الضّعيف أقمنا عليه الحدّ. قلنا: تعالوا فلنجتمع


(١) البخاري- الفتح ١ (٧) . ومسلم (١٧٧٣) واللفظ له.
(٢) أبو داود (١٤٤٩) وقال الشيخ ناصر الألباني (١/ ٣٧٢) : صحيح.
(٣) المنذري في الترغيب (١/ ٥٨٨) وقال: رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن، وأخرجه الحاكم (٤/ ٣٢٤- ٣٢٥) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، ولكن هو ضعيف بسند الحاكم، والحديث بمجموع طرقه حسن، وراجع السلسلة الصحيحة (٨٣١) .
(٤) الترمذي (١٩٢٠) واللفظ له وقال: حسن صحيح. وقد روي عن عبد الله بن عمرو من غير هذا الوجه، وأحمد (٢/ ١٨٥، ٢٢٢) ، وصححه الشيخ شاكر (٦٧٣٣) ، ٧٠٧٣) ، والحاكم (١/ ٦٢) ، وصححه على شرط مسلم وأقره الذهبي، وفي أبي داود (٤٩٤٣) : «من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا» .
(٥) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٤٧) .
(٦) محمّما: أي مسوّد الوجه من الحممة وهي الفحمة.