للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه، فحمد الله على ما فضّله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا ولا صابرا» ) * «١» .

١٠-* (عن صهيب الرّوميّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه خير. وليس ذلك لأحد إلّا للمؤمن إن أصابته سرّاء شكر. فكان خيرا له. وإن أصابته ضرّاء صبر. فكان خيرا له» ) * «٢» .

١١-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يعرب عنه لسانه فإذا أعرب عنه لسانه إمّا شاكرا وإمّا كفورا» ) * «٣» .

١٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: «كنّا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في دعوة، فرفعت إليه الذّراع، وكانت تعجبه فنهس منها نهسة، وقال: أنا سيّد النّاس يوم القيامة. هل تدرون بمن يجمع الله الأوّلين والآخرين في صعيد واحد، فيبصرهم النّاظر، ويسمعهم الدّاعي، وتدنو منهم الشّمس، فيقول بعض النّاس: ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم؟

ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربّكم؟ فيقول بعض النّاس: أبوكم آدم. فيأتونه فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنّة ألا تشفع لنا إلى ربّك؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ فيقول: ربّي غضب غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله، ونهاني عن الشّجرة فعصيت. نفسي نفسي. اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا، فيقولون: يا نوح! أنت أوّل الرّسل إلى أهل الأرض، وسمّاك الله عبدا شكورا، أما ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما بلغنا؟ ألا تشفع لنا إلى ربّك؟ فيقول: ربّي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله. نفسي نفسي، ائتوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فيأتوني فأسجد تحت العرش فيقال: يا محمّد

ارفع رأسك، واشفع تشفّع وسل تعطه» ) * «٤» .

١٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: مرّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأناس من اليهود قد صاموا يوم عاشوراء فقال: «ما هذا من الصّوم؟» قالوا: هذا


(١) الترمذي (٢٥١٢) واللفظ له وقال: حسن غريب وبعضه في مسلم من حديث أبي هريرة (٢٩٦٣) . وابن ماجة (٤١٤٢) . والحديث في المشكاة (٣/ ١٤٤٦) برقم (٥٢٥٦) وعزاه إلى الترمذي.
(٢) مسلم (٢٩٩٩) .
(٣) أحمد (٣/ ٣٥٣) واللفظ له وأصله في الصحيحين دون زيادة: إما شاكراة وإما كفورا. وهو مشهور، من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-. وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٢١٨) رواه أحمد وفيه أبو جعفر الرازي وهو ثقة وفيه خلاف وبقية رجاله ثقات. وثقه الحاكم وابن عبد البر وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة، وراجع التهذيب (١٢٦٠) .
(٤) البخاري الفتح ٦ (٣٣٤٠) واللفظ له. ومسلم (١٩٤) .