للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (الصفح)]

١-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- أنّ هذه الآية الّتي في القرآن:

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (الأحزاب/ ٤٥) قال في التّوراة: يا أيّها النبىّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا وحرزا «١» للأمّيّين، أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، ليس بفظّ «٢» ولا غليظ «٣» ولا سخّاب بالأسواق «٤» ، ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتّى يقيم به الملّة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلّا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صمّا، وقلوبنا غلفا» ) * «٥» .

٢-* (عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله الجدليّ يقول: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: لم يكن فاحشا ولا متفحّشا ولا صخّابا في الأسواق، ولا يجزي بالسّيّئة السّيّئة ولكن يعفو ويصفح) * «٦» .

() الأحاديث الواردة في (الصفح) معنى

٣-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- قال:

«أتي الله بعبد من عباده، آتاه الله مالا. فقال له: ماذا عملت في الدّنيا؟ قال: ولا يكتمون الله حديثا قال: يا ربّ! آتيتني مالك. فكنت أبايع النّاس. وكان من خلقي الجواز. فكنت أتيسّر على الموسر، وأنظر المعسر.

فقال الله: أنا أحقّ بذا منك. تجاوزوا عن عبدي» .

فقال عقبة بن عامر الجهنيّ، وأبو مسعود الأنصاريّ:

هكذا سمعناه من في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) * «٧» .

٤-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلّا الحدود» ) * «٨» .

٥-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنّ رجلا كان قبلكم رغسه «٩» الله مالا، فقال لبنيه لمّا حضر: أيّ أب كنت لكم؟ قالوا:


(١) حرزا: وعاء حصينا لحفظ الأميين.
(٢) فظّ: الفظ هو الجافي السيء.
(٣) غليظ: شديد صعب.
(٤) سخاب بالأسواق: بمعنى الصياح بصوت عال وهي بالسين والصاد.
(٥) البخاري الفتح ٨ (٤٨٣٨) .
(٦) أحمد (٦/ ١٧٤) وأصله عند البخاري ومسلم. وهذا لفظ الترمذي (٢٠١٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٧) مسلم (١٥٦٠) .
(٨) أبو داود (٤٣٧٥) وهذا لفظه وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٨٢٧) : صحيح، وهو في الصحيحة رقم (٦٣٨) وصحيح الجامع (١١٨٥) . وفي المسند (٦/ ١٨٦) وقال محقق جامع الأصول (٣/ ٦٠٤) : له شواهد ترقيه إلى الحسن.
(٩) رغسه: بارك له في ماله.