للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١١٤-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ رفع الصّوت بالذّكر حين ينصرف النّاس من المكتوبة، كان على عهد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) * «١» .

قال ابن عبّاس: كنت أعلم إذا انصرفوا، بذلك إذا سمعته.

وفي لفظ: ما كنّا نعرف انقضاء صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلّا بالتّكبير.

١١٥-* (عن ورّاد مولى المغيرة بن شعبة، قال: أملى عليّ المغيرة بن شعبة- في كتاب إلى معاوية-:

أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقول في دبر كلّ صلاة مكتوبة: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير، اللهمّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ» ) * «٢» .

١١٦-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: يا رسول الله! ذهب أهل الدّثور بالدّرجات العلى والنّعيم المقيم، فقال: «وما ذاك؟» قالوا: يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون ولا نتصدّق، ويعتقون ولا نعتق. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أفلا أعلّمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم؟ ولا يكون أحد أفضل منكم إلّا من صنع مثل ما صنعتم» قالوا: بلى يا رسول الله! قال: «تسبّحون وتكبّرون وتحمدون، دبر كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين مرّة» ، قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» .

قال سميّ: فحدّثت بعض أهلي هذا الحديث فقال: وهمت إنّما قال: تسبّح الله ثلاثا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثا وثلاثين، وتكبّر الله ثلاثا وثلاثين. فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك، فأخذ بيدي فقال: قل:

الله أكبر وسبحان الله والحمد لله، الله أكبر وسبحان الله والحمد لله، حتّى تبلغ من جميعهنّ ثلاثا وثلاثين) * «٣» .

١١٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو: «اللهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النّار ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدّجّال» .

وفي لفظ لمسلم: «إذا فرغ أحدكم من التشّهّد الآخر فليتعوّذ بالله من أربع: من عذاب جهنّم، ومن عذاب القبر. ومن فتنة المحيا والممات. ومن شرّ المسيح الدّجّال» ) * «٤» .


(١) البخاري- الفتح ٢ (٨٤١، ٨٤٢) . ومسلم (٥٨٣) واللفظ له.
(٢) البخاري- الفتح ٢ (٨٤٤) واللفظ له. ومسلم (٥٩٣) .
(٣) البخاري- الفتح (٨٤٣) نحوه. ومسلم (٥٩٥) واللفظ له. وقال النووي: وذكر من طرق غير طريق أبي صالح أنه يسبح ثلاثا وثلاثين مستقلة ويكبر ثلاثا وثلاثين مستقلة، ويحمد كذلك. وهذا ظاهر الأحاديث. انظر مسلم بشرح النووي.
(٤) البخاري- الفتح ٣ (١٣٧٧) واللفظ الأول له. ومسلم (٥٨٨) .