للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما استخرجوك. واغزهم نغزك «١» . وأنفق فسننفق عليك. وابعث جيشا نبعث خمسة مثله. وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق. ورجل رحيم رقيق القلب لكلّ ذي قربى ومسلم. وعفيف متعفّف ذو عيال. قال: وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له «٢» ، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون «٣» أهلا ولا مالا. والخائن الّذي لا يخفى له طمع «٤» وإن دقّ إلّا خانه. ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» . وذكر البخل أو الكذب «٥» «والشّنظير «٦» الفحّاش» ولم يذكر أبو غسّان في حديثه «وأنفق فسننفق عليك» ) * «٧» .

٣٦-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمّى فيها القيراط «٨» ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها. فإنّ لهم ذمّة «٩» ورحما «١٠» ، أو قال:

ذمّة وصهرا «١١» فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة فاخرج منها» ) * «١٢» .

٣٧-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ ميمونة بنت الحارث- رضي الله عنها- أخبرته أنّها أعتقت وليدة ولم تستأذن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا كان يومها الّذي يدور عليها فيه قالت: أشعرت يا رسول الله أنّي أعتقت وليدتي؟ قال: «أو فعلت؟» قالت: نعم.

قال: «أما إنّك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك» ) * «١٣» .

٣٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: من أحقّ النّاس بحسن صحابتي؟ قال: «أمّك» . قال: ثمّ من؟ قال: «ثمّ أمّك» . قال: ثمّ من؟ قال: «ثمّ أمّك» . قال: ثمّ من؟ قال: «ثمّ أبوك» ) * «١٤» .

٣٩-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: «رأى عمر- رضي الله عنه- حلّة سيراء «١٥» تباع، فقال: يا رسول الله! ابتع هذه والبسها يوم الجمعة وإذا جاءك الوفود، قال: «إنّما يلبس هذه من


(١) نغزك: أي نعينك.
(٢) لا زبر له: أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي. وقيل: هو الذي لا مال له. وقيل: الذي ليس عنده ما يعتمده.
(٣) لا يتبعون: مخفف ومشدد من الاتباع. أي يتبعون ويتّبعون. وفي بعض النسخ: يبتغون أي يطلبون.
(٤) والخائن الذي لا يخفى له طمع: معنى لا يخفى لا يظهر. قال أهل اللغة: يقال خفيت الشيء إذا أظهرته. وأخفيته إذا سترته وكتمته. هذا هو المشهور. وقيل: هما لغتان فيهما جميعا.
(٥) وذكر البخل أو الكذب: هكذا هو في أكثر النسخ: أو الكذب. وفي بعضها: والكذب. والأول هو المشهور.
(٦) الشنظير: فسره في الحديث بأنه الفحاش، وهو السيء الخلق.
(٧) مسلم (٢٨٦٥) .
(٨) القيراط: قال العلماء: القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما. وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به.
(٩) الذمة: الحرمة والحق، وهي هنا بمعنى الذمام.
(١٠) رحما: الرحم بكون هاجر أم إسماعيل منهم.
(١١) صهرا: الصهر بكون أم إبراهيم منهم.
(١٢) مسلم (٢٥٤٣) .
(١٣) البخاري- الفتح ٥ (٢٥٩٢) وهذا لفظه. ومسلم (٩٩٩) . وفى رواية عند مسلم: ثم أدناك أدناك.
(١٤) البخاري- الفتح ١٠ (٥٩٧١) . ومسلم (٢٥٤٨) واللفظ له.
(١٥) حلة سيراء: حلّة حرير.