للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣٦-* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنّة ويباعدني من النّار. قال: «لقد سألتني عن عظيم، وإنّه ليسير على من يسّره الله عليه. تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت» . ثمّ قال: «ألا أدلّك على أبواب الخير: الصّوم جنّة، والصّدقة تطفأ الخطيئة كما يطفأ الماء النّار، وصلاة الرّجل من جوف اللّيل» . قال:

ثمّ تلا: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ حتّى بلغ يَعْمَلُونَ) * «١» .

٣٧-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا رفع رأسه من الرّكوع قال: «ربّنا لك الحمد. ملء السّماوات والأرض.

وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثّناء والمجد «٢» أحقّ ما قال العبد، وكلّنا لك عبد، اللهمّ لا مانع لما أعطيت. ولا معطي لما منعت. ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ» ) * «٣» .

٣٨-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بارزا يوما للنّاس فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟. قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث» . قال: ما الإسلام؟ قال: «الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصّلاة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان» .

قال: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك» ، قال: متى السّاعة؟. قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السّائل، وسأخبرك عن أشراطها. إذا ولدت الأمة ربّها. وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهنّ إلّا الله، ثمّ تلا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ (لقمان/ ٣٤) ، ثمّ أدبر فقال: «ردّوه» . فلم يروا شيئا. فقال:

«هذا جبريل جاء يعلّم النّاس دينهم» ) * «٤» .

٣٩-* (عن عوف بن مالك الأشجعيّي- رضي الله عنه- قال: كنّا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال: «ألا تبايعون رسول الله؟» وكنّا حديث عهد ببيعة. فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثمّ قال: «ألا تبايعون رسول الله؟» . فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثمّ قال: «ألا تبايعون رسول الله؟» . قال:

فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟. قال: «على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، والصّلوات الخمس، وتطيعوا (وأسرّ كلمة خفيّة) ولا تسألوا النّاس شيئا، فلقد رأيت بعض أولئك النّفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إيّاه» ) * «٥» .


(١) الترمذي (٢٦١٦) واللفظ له وقال: حسن صحيح. وعزاه أحمد شاكر في المسند للسنن الكبرى للنسائي (٥/ ١٣) . ابن ماجة (٣٩٧٣) ، وقال الألباني في صحيح الجامع (٣/ ٢٩، ٣٠) : صحيح الإسناد.
(٢) الثناء والمجد: الثناء الوصف الجميل والمدح. والمجد: العظمة ونهاية الشرف.
(٣) مسلم (٤٧٧) .
(٤) البخاري- الفتح ١ (٥٠) واللفظ له. مسلم (٩) .
(٥) مسلم (١٠٤٣) .