للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤٠-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: كنّا نقول في الصّلاة خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

السّلام على الله. السّلام على فلان. فقال لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ذات يوم: «إنّ الله هو السّلام. فإذا قعد أحدكم في الصّلاة فليقل التّحيّات لله والصّلوات والطّيّبات، السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة الله وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين. فإذا قالها أصابت كلّ عبد لله صالح في السّماء والأرض. أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. ثمّ يتخيّر من المسألة ما شاء» ) * «١» .

٤١-* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال: كنت ردف «٢» النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ليس بيني وبينه إلّا مؤخّرة الرّحل «٣» . فقال: «يا معاذ بن جبل» قلت:

لبّيك رسول الله وسعديك «٤» . ثمّ سار ساعة. ثمّ قال:

«يا معاذ بن جبل» . قلت: لبّيك رسول الله وسعديك.

ثمّ سار ساعة. ثمّ قال: «يا معاذ بن جبل» . قلت:

لبّيك رسول الله وسعديك. قال: «هل تدري ما حقّ الله على العباد؟» . قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال:

«فإنّ حقّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا» . ثمّ سار ساعة، ثمّ قال: «يا معاذ بن جبل» .

قلت: لبّيك رسول الله وسعديك. قال: «هل تدري ما حقّ العباد على الله إذا فعلوا ذلك» . قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «أن لا يعذّبهم» ) * «٥» .

٤٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض.

وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التّقوى هاهنا- ويشير إلى صدره ثلاث مرّات- بحسب امرئ من الشّرّ أن يحقر أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه» ) * «٦» .

٤٣-* (عن عطيّة السّعديّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يبلغ العبد أن يكون من المتّقين حتّى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس» ) * «٧» .

٤٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

لمّا كانت غزوة تبوك أصاب النّاس مجاعة قالوا: يا رسول الله! لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا «٨» فأكلنا وادّهنّا «٩» . فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «افعلوا» . قال: فجاء عمر فقال: يا رسول الله! إن فعلت قلّ الظّهر «١٠»


(١) البخاري- الفتح ٢ (٨٣١) . مسلم (٤٠٢) واللفظ له.
(٢) ردف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: الردف والرديف هو الراكب خلف الراكب.
(٣) مؤخرة الرحل: هو العود الذي يكون خلف الراكب.
(٤) لبيك رسول الله وسعديك: لبيك: أي إجابة لك بعد إجابة للتأكيد. وقيل: أي قربا منك وطاعة لك. ومعنى سعديك: أي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة.
(٥) البخاري- الفتح ١٣ (٧٣٧٣) . مسلم (٣٠) واللفظ له.
(٦) مسلم (٢٥٦٤) .
(٧) الترمذي (٢٤٥١) واللفظ له وقال: حديث حسن غريب وقال محقق جامع الأصول (٤/ ٦٨٢) : وهو حديث حسن.
(٨) نواضحنا: النواضح من الإبل التي يستقى عليها.
(٩) ادهنا: أي اتخذنا دهنا من شحومها.
(١٠) الظهر: الدواب.