للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يصرم النّخل «١» ، بعث إليهم، ابن رواحة، فحزر النّخل «٢» ، وهو الّذي يدعونه أهل المدينة الخرص، فقال: في ذا كذا وكذا. فقالوا: أكثرت علينا يا ابن رواحة. فقال: فأنا أحزر النّخل وأعطيكم نصف الّذي قلت. قال: قالوا: هذا الحقّ، وبه تقوم السّماء والأرض.

فقالوا: قد رضينا أن نأخذ بالّذي قلت) * «٣» .

٨-* (عن بلال بن رباح الحبشيّ- رضي الله عنه- قال: إنّه جاء إلى عمر بن الخطّاب وهو بالشّام وحوله أمراء الأجناد جلوس، فقال: يا عمر، فقال ها أنا عمر، فقال له بلال: إنّك بين الله وبين هؤلاء، وليس بينك وبين الله أحد، فانظر عن يمينك وعن شمالك، وبين يديك، ومن خلفك، هؤلاء الّذين خلفك إن يأكلوا إلّا الطّير، قال: «صدقت، والله لا أقوم من مجلسي هذا، تكفّلوا لكلّ رجل من المسلمين طعامه وحظّه من الزّيت والخلّ، فقالوا: إليك يا أمير المؤمنين قد أوسع الله عليك من الرّزق وأكثر من الخير» ) * «٤» .

٩-* (قال ربعيّ بن عامر- رضي الله عنه- لرستم قائد الفرس لمّا سأله ما جاء بكم؟: «الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدّنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه حتّى نفيء إلى موعود الله. قالوا: وما موعود الله؟

قال: الجنّة لمن مات على قتال من أبى، والظّفر لمن بقي» ) * «٥» .

١٠-* (قال سعيد بن جبير في جواب لعبد الملك عن العدل: «العدل على أربعة أنحاء: العدل في الحكم لقوله تعالى: وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ (المائدة/ ٤٢) والعدل في القول لقوله تعالى: وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا

(الأنعام/ ١٥٢) والعدل في الفدية لقوله تعالى: وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ (البقرة/ ١٢٣) والعدل في الإشراك، قال تعالى: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (الأنعام/ ١)) * «٦» .

١١-* (كتب بعض عمّال عمر بن عبد العزيز إليه: أمّا بعد، فإنّ مدينتنا قد خربت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لها مالا يرمّها به فعل.

فكتب إليه عمر، «أمّا بعد، فقد فهمت كتابك وما ذكرت أنّ مدينتكم قد خربت، فإذا قرأت كتابي هذا فحصّنها بالعدل، ونقّ طرقها من الظّلم، فإنّه مرمّتها


(١) يصرم النخل: يجمع ثمرها.
(٢) حزر النخل: أي قدّره بالحدس والتخمين، وهو الخرص الذي سيأتي ذكره.
(٣) أبو داود (٣٤١٣) من حديث عائشة (٣٤١٤) من حديث جابر مختصرا، وأصله فى الصحيحين وابن ماجة (١٨٢٠) وهذا لفظه. وقال محقق «جامع الأصول» (١١/ ٢٤) : حديث صحيح.
(٤) مجمع الزوائد (٥/ ٢١٣) وقال: رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الله بن الإمام أحمد وهو ثقة مأمون، وفي المعجم الكبير للطبراني (١/ ٣٣٧) حديث (١٠١١) .
(٥) البداية والنهاية لابن كثير (٧/ ٤٠) .
(٦) التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (٥٠٦) .