للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آية أو نحوها وإذا قرأتها على نفسي فكأنّما كتاب الله بين عينيّ، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا ردّدته تفلّت وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدّثت بها لم أخرم «١» منها حرفا، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند ذلك: «مؤمن وربّ الكعبة يا أبا الحسن» ) * «٢» .

٣-* (عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ثلاث أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: فأمّا الثّلاث الّذين أقسم عليهنّ فإنّه ما نقص مال عبد صدقة، ولا ظلم عبد بمظلمة فيصبر عليها إلّا زاده الله- عزّ وجلّ- بها عزّا، ولا يفتح عبد باب مسألة إلّا فتح الله له باب فقر. وأمّا الّذي أحدّثكم حديثا فاحفظوه فإنّه قال: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله- عزّ وجلّ- مالا وعلما، فهو يتقّي فيه ربّه فيصل فيه رحمه ويعلم لله- عزّ وجلّ- فيه حقّه. قال: فهذا بأفضل المنازل. قال: وعبد رزقه الله- عزّ وجلّ- علما ولم يرزقه مالا، فهو يقول: لو كان لي مال لعملت بعمل فلان، قال: فأجرهما سواء، قال: وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما وهو يتخبّط في ماله بغير علم لا يتقّي فيه ربّه- عزّ وجلّ- ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقّه فهذا بأخبث المنازل. قال: وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول: لو كان لي مال لعملت بعمل فلان. قال: هي نيّته فوزرهما فيه سواء» ) * «٣» .

٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ثلاثة لا تردّ دعوتهم:

الصّائم حتّى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السّماء، ويقول الرّبّ: وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين» ) * «٤»

٥-* (عن سعد- رضي الله عنه- قال:

جاء أعرابيّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: علّمني كلاما أقوله. قال: «قل لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا «٥» والحمد لله كثيرا، سبحان الله ربّ العالمين، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العزيز الحكيم» . قال: فهؤلاء لربّي. فما لي؟ قال: «قل اللهمّ اغفر لي، وارحمني واهدني وارزقني» ) * «٦» .

٦-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة، فقالت: يا رسول الله، والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحبّ إليّ أن يذلّوا من أهل خبائك، وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحبّ إليّ أن يعزّوا من


(١) لم أخرم: أي لم أدع.
(٢) الترمذي (٤٧٩) ، وابن ماجه (١٣٨٤) واللفظ له، والحاكم (١/ ٣٢٠) .
(٣) الترمذي (٢٣٢٥) وقال: هذا حديث حسن صحيح وأحمد (٤/ ٢٣١) واللفظ له. وبعضه عند مسلم (٢٥٨٨) .
(٤) الترمذي (٣٥٩٨) واللفظ له وقال: حديث حسن. وأحمد في المسند (٨/ ٣٠) وقال محققه إسناده صحيح.
(٥) الله أكبر كبيرا: أي كبرت كبيرا أو ذكرت كبيرا.
(٦) مسلم (٢٦٩٦) .