للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتكبّرون؟. ثمّ يطوي الأرضين بشماله، ثمّ يقول: أنا الملك. أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟» ) * «١» .

١٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يقول الله سبحانه:

الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري. من نازعني واحدا منهما ألقيته في جهنّم» ) * «٢» .

[من الاثار الواردة في (العزة)]

١-* (عن طارق بن شهاب، قال: خرج عمر ابن الخطّاب إلى الشّام ومعنا أبو عبيدة بن الجرّاح فأتوا على مخاضة، وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفّيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين! أنت تفعل هذا؟ تخلع خفّيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرّني أنّ أهل البلد استشرفوك. فقال عمر: أوه «٣» ! لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، إنّا كنّا أذلّ قوم فأعزّنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزّ بغير ما أعزّنا الله به أذلّنا الله» ) * «٤» .

٢-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: «ما زلنا أعزّة منذ أسلم عمر» ) * «٥» .

٣-* (قال إبراهيم بن شيبان: «الشّرف في التّواضع. والعزّ في التّقوى، والحرّيّة في القناعة» ) * «٦» .

٤-* (عن أسلم أبي عمران التّجيبيّ، قال:

«كنّا بمدينة الرّوم، فأخرجوا إلينا صفّا عظيما من الرّوم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر. وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صفّ الرّوم حتّى دخل فيهم، فصاح النّاس، وقالوا: سبحان الله يلقي بيديه إلى التّهلكة، فقام أبو أيّوب فقال: «يا أيّها النّاس إنّكم تتأوّلون هذه الاية هذا التّأويل، وإنّما أنزلت هذه الاية فينا معشر الأنصار لمّا أعزّ الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرّا دون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أموالنا قد ضاعت، وإنّ الله قد أعزّ الإسلام، وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا. فأصلحنا ما ضاع منها.

فأنزل الله على نبيّه صلّى الله عليه وسلّم يردّ علينا ما قلنا: وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (البقرة/ ١٩٥) . فكانت التّهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها، وتركنا الغزو. فما زال أبو أيّوب شاخصا في سبيل الله حتّى دفن بأرض الرّوم» ) * «٧» .

٥-* (قال أبو بكر بن دريد- رحمه الله- عندما قصد بعض الوزراء في حاجة، فلم يقضها له،


(١) البخاري- الفتح ١٣ (٧٤١٢) . ومسلم (٢٧٨٨) واللفظ له.
(٢) مسلم (٢٦٢٠) . وابن ماجة (٤١٧٤) واللفظ له.
(٣) أوه: كلمة توجع وتضجر.
(٤) الحاكم في المستدرك (١/ ٦٢) وصححه ووافقه الذهبي.
(٥) البخاري- الفتح ٧ (٣٨٦٣) .
(٦) مدارج السالكين (٢/ ٣٤٣) .
(٧) الترمذي (٢٩٧٢) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.