للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتل النّاس بعضهم بعضا (يعني حتّى تغرق حجارة الزّيت «١» من الدّماء) كيف تصنع؟» . قال: الله ورسوله أعلم. قال: «اقعد في بيتك وأغلق عليك بابك» . قال: فإن لم أترك؟ قال: «فائت من أنت منهم فكن فيهم» . قال: فاخذ سلاحي؟ قال: «إذا تشاركهم فيما هم فيه ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السّيف فألق طرف ردائك على وجهك حتّى يبوء بإثمه وإثمك» ) * «٢» .

٢٠-* (عن معاوية بن حيدة القشيريّ النّيسابوريّ- رضي الله عنه- أنّه قال: قلت: يا رسول الله إنّا قوم نتساءل أموالنا. قال: «يتساءل الرّجل في الجائحة أو الفتق ليصلح به بين قومه، فإذا بلغ أو كرب استعفّ» ) * «٣» .

٢١-* (عن كعب بن عجرة- رضي الله عنه- أنّه قال: مرّ على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رجل، فرأى أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من جلده ونشاطه. فقالوا: يا رسول الله! لو كان هذا في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن كان خرج يسعى على ولده «٤» صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشّيطان» ) * «٥» .

٢٢-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال وهو على المنبر، وهو يذكر الصّدقة والتّعفّف عن المسألة: «اليد العليا خير من اليد السّفلى. واليد العليا المنفقة، والسّفلى السّائلة» ) * «٦» .


(١) حجارة الزيت: اسم موضع بالقرب من المدينة أحجاره لامعة.
(٢) أبو داود (٤٢٦١) وهو عند الألباني (٣/ ٨٠٣) وقال: صحيح. وابن ماجة (٣٩٥٨) وقال فيه الألباني: صحيح (٢/ ٣٥٥) . والحاكم (٤/ ٤٢٤) . وأحمد (٥/ ١٤٩، ١٦٣) واللفظ له. وذكره الألباني في إرواء الغليل (٨/ ١٠١) رقم (٢٤٥١) وعزاه كذلك لابن حبان والبيهقي والاجري في الشريعة والطبراني في الكبير.
(٣) أحمد (٥/ ٣) وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد ورجاله ثقات (٣/ ٩٩- ١١٠٠) ومعني قوله (كرب) أي قارب وأوشك.
(٤) الولد والولد- بضم أوله- ما ولد، وهو يقع على الواحد والجمع والذكر والأنثى، وقد جمعوا فقالوا: أولاد وولدة وإلدة، وقد يجوز أن يكون الولد جمع ولد كوثن جمع وثن.
(٥) رواه الطبراني في الكبير (١٩/ ١٢٩) وقال مخرجه: هو في الأوسط والصغير. وذكره الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (٦٣٣) . وذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح (٣/ ٦٣) واللفظ له. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رواه الطبراني في الثلاثة ورجال الكبير رجال الصحيح (٤/ ٣٢٥) .
(٦) البخاري- الفتح ٣ (١٤٢٩) . ومسلم (١٠٣٣) واللفظ له.