للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأحاديث الواردة في (علو الهمة)]

١-* (عن الحسين بن عليّ- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله تعالى يحبّ معالي الأمور، وأشرافها، ويكره سفسافها» «١» ) * «٢» .

[الأحاديث الواردة في (علو الهمة) معنى]

٢-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

بعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال «ماذا عندك يا ثمامة؟» «٣» ، فقال: عندي خير. يا محمّد، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت. فترك حتّى كان الغد، ثمّ قال له: «ما عندك يا ثمامة؟» ، فقال: ما قلت لك، إن تنعم تنعم على شاكر. فتركه حتّى كان بعد الغد، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» ، فقال: عندي ما قلت لك، فقال: «أطلقوا ثمامة» ، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثمّ دخل المسجد فقال:

أشهد ألاإله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدا رسول الله.

يا محمّد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه إليّ، والله ما كان من دين أبغض إليّ من دينك، فأصبح دينك أحبّ الدّين إليّ، والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك، فأصبح بلدك أحبّ البلاد إليّ، وإنّ خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فماذا ترى؟. فبشّره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأمره أن يعتمر، فلمّا قدم مكّة قال له قائل:

صبوت؟، قال: لا والله، ولكن أسلمت مع محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا، والله لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتّى يأذن فيها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) * «٤» .

٣-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:

هاجر إلى الحبشة رجال من المسلمين، وتجهّز أبو بكر مهاجرا؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: على رسلك فإنّي أرجو أن يؤذن لي ... الحديث وفيه: قالت عائشة: بينما نحن يوما جلوس في بيتنا في نحر الظّهيرة، فقال قائل لأبي بكر:

هذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مقبلا متقنّعا. في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر: فدا لك بأبي وأمّي، والله إن جاء به في هذه السّاعة إلّا لأمر. فجاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فاستأذن فأذن له، فدخل، فقال حين دخل لأبي بكر:


(١) سفساف الأمور: الحقير الرّديء منها.
(٢) صحيح الجامع للألباني (١٨٨٦) ، وهو في الصحيحة (١٣٨٨) .
(٣) ماذا عندك يا ثمامة؟ أي ما تظن أني فاعل بك؟
(٤) البخاري- الفتح ٧ (٤٣٧٢) واللفظ له، ومسلم (١٧٦٤) .