للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السّلام ورحمة الله وبركاته، وإنّهم قد خشوا أن يقتطعهم العدوّ دونك، فانظرهم «١» ففعل. فقلت: يا رسول الله إنّا اصّدنا «٢» حمار وحش، وإنّ عندنا فاضلة. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه: «كلوا» وهم محرمون) * «٣» .

١٢-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ من الشّجر شجرة لا يسقط ورقها. وإنّها مثل المسلم. فحدّثوني ما هي؟» . فوقع النّاس في شجر البوادي. قال عبد الله:

ووقع في نفسي أنّها النّخلة. فاستحييت. ثمّ قالوا:

حدّثنا ما هي يا رسول الله؟. قال: فقال: «هي النّخلة» . قال فذكرت ذلك لعمر. قال: لأن تكون قلت: هي النّخلة، أحبّ إليّ من كذا وكذا) * «٤» .

١٣-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «بينما امرأتان معهما ابناهما. جاء الذّئب فذهب بابن إحداهما. فقالت هذه لصاحبتها:

إنّما ذهب بابنك أنت. وقالت الأخرى: إنّما ذهب بابنك. فتحا كمتا إلى داود. فقضى به للكبرى.

فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السّلام. فأخبرتاه.

فقال: ائتوني بالسّكّين أشقّه بينكما. فقالت الصّغرى:

لا، يرحمك الله «٥» هو ابنها. فقضى به للصّغرى» .

قال: قال أبو هريرة: والله إن سمعت بالسّكّين قطّ إلا يومئذ. ما كنّا نقول إلّا المدية «٦» » ) * «٧» .

١٤-* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه- قال: جاء أعرابيّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال علّمني كلاما أقوله. قال: «قل: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، سبحان الله ربّ العالمين، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العزيز الحكيم» .

قال: فهؤلاء لربّي. فما لي؟. قال: «قل اللهمّ اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني» ) * «٨» .

١٥-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- قال:

حدّثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديثين رأيت أحدهما، وأنا أنتظر الآخر: حدّثنا أنّ الأمانة نزلت فى جذر قلوب الرّجال، ثمّ علموا من القرآن، ثمّ علموا من السّنّة.

وحدّثنا عن رفعها. قال: «ينام الرّجل النّومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظلّ أثرها مثل أثر الوكت. ثمّ ينام النّومة فتقبض، فيبقى أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط «٩» . فتراه منتبرا وليس فيه شيء، فيصبح النّاس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدّي الأمانة، فيقال: إنّ في بني فلان رجلا أمينا. ويقال للرّجل: ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبّة خردل من إيمان. ولقد أتى عليّ زمان وما


(١) فانظرهم: أي انتظرهم.
(٢) اصّدنا: أصله اصطدنا.
(٣) البخاري- الفتح ٤ (١٨٢٢) واللفظ له. ومسلم (١١٩٦) .
(٤) البخاري- الفتح ١ (١٣١) . ومسلم (٢٨١١) واللفظ له.
(٥) لا. يرحمك الله: معناه: لا تشقه. ثم استأنفت فقالت: يرحمك الله هو ابنها. قال العلماء: ويستحب أن يقال في مثل هذا بالواو. فيقال: لا. ويرحمك الله.
(٦) المدية: بضم الميم وفتحها وكسرها، سميت به لأنها تقطع مدى حياة الحيوان.
(٧) مسلم (١٧٢٠) .
(٨) مسلم (٢٦٩٦) .
(٩) فنفط: النّفط والتّنفّط: الذي يصير في اليد من العمل بالفأس أو نحوها ويصير كالقبّة فيه ماء قليل والمنتبر: المرتفع في جسمه.