للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «جاء أهل اليمن. هم أرقّ أفئدة.

الإيمان يمان «١» والفقه «٢» يمان، والحكمة «٣» يمانيّة» ) * «٤» .

١١-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: جاءت ملائكة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو نائم فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إنّ لصاحبكم هذا مثلا، قال فاضربوا له مثلا. فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا، فمن أجاب الدّاعي دخل الدّار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الدّاعي لم يدخل الدّار ولم يأكل من المأدبة فقالوا: أوّلوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا:

فالدّار الجنّة، والدّاعي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فمن أطاع محمّدا صلّى الله عليه وسلّم فقد أطاع الله، ومن عصى محمّدا صلّى الله عليه وسلّم فقد عصى الله، ومحمّد فرّق بين النّاس» تابعه قتيبة عن ليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال، عن جابر خرج علينا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم» ) * «٥» .

١٢-* (عن أبي وائل قال: خطبنا عمّار.

فأوجز وأبلغ. فلمّا نزل قلنا: يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت. فلو كنت تنفّست «٦» فقال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ طول صلاة الرّجل، وقصر خطبته مئنّة من فقهه. فأطيلوا الصّلاة وأقصروا الخطبة. وإنّ من البيان لسحرا» ) * «٧» .

١٣-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فقيه واحد أشدّ على الشّيطان من ألف عابد» ) * «٨» .

١٤-* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يفقه من قرأ القرآن في أقلّ من ثلاث» ) * «٩» .

١٥-* (حدّثنا عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: لمّا كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء


(١) الإيمان يمان: يمان ويمانية هو بتخفيف الياء عند جماهير أهل العربية. لأن الألف المزيدة فيه عوض من ياء النسب المشددة، فلا يجمع بينهما.
(٢) والفقه: الفقه هنا عبارة عن الفهم في الدين. واصطلح بعد ذلك الفقهاء وأصحاب الأصول على تخصيص الفقه بإدراك الأحكام الشرعية العملية، بالاستدلال على أعيانها.
(٣) والحكمة: الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالأحكام المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة وتهذيب النفس وتحقيق الحق والعمل به. والصد عن اتباع الهوى والباطل.
(٤) البخاري- الفتح ٧ (٤٣٩٠) . ومسلم (٥٢) واللفظ له.
(٥) البخاري- الفتح ١٣ (٧٢٨١) .
(٦) تنفّست: أي أطلت قليلا.
(٧) مسلم (٨٦٩) . والمئنّة: بفتح الميم وكسر الهمزة وتشديد النون: أي علامة فقهه.
(٨) الترمذي (٢٦٨١) وقال: غريب، وابن ماجة (٢٢٢) وفي سنده عندهما روح بن جناح الأموي وهو ضعيف، التقريب ص ٢١١ وللحديث شواهد كثيرة ضعيفة وحسنة وصحيحة، تنظر في الدارقطني (٣/ ٧٩) ومجمع الزوائد (١/ ١٢١) وأقواها حديث معاوية المتفق عليه: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» البخاري ٧١ ومسلم، ١٠٣٧
(٩) الفتح (٨/ ٧١٥) : مشيرا إلى تصحيح حديث أبي داود والترمذي هذا.