للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[القنوت]

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

١١/ ٢٣/ ٦

[القنوت لغة:]

مصدر قنت يقنت قنوتا، وهو مأخوذ من مادّة (ق ن ت) الّتي تدلّ على طاعة وخير في دين، والأصل فيه الطّاعة، ثمّ سمّي كلّ طاعة في طريق الدّين قنوتا، وسمّي السّكوت في الصّلاة والإقبال عليها قنوتا، قال الله تعالى: وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (البقرة/ ٢٣٨) «١» .

وقال ابن منظور: القنوت دوام الطّاعة، وقيل:

الدّعاء في الصّلاة، والقنوت: الخشوع والإقرار بالعبوديّة، وقيل: القيام، وزعم ثعلب أنّه الأصل، وقيل: إطالة القيام. ويقال للمصلّي: قانت. وفي الحديث: «مثل المجاهد في سبيل الله، كمثل القانت الصّائم» أي المصلّي، ويرد القنوت بمعان متعدّدة، كالطّاعة، وقد تقدّم بعضها. فيصرف في كلّ واحد من هذه المعاني إلى ما يحتمله لفظ الحديث الوارد فيه.

وقال ابن الأنباريّ: القنوت على أربعة أقسام:

الصّلاة، وطول القيام، وإقامة الطّاعة، والسّكوت.

قال ابن سيده: القنوت الطّاعة، هذا هو الأصل، ومنه قوله تعالى: وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ (الأحزاب/ ٣٥) ، ثمّ سمّي القيام في الصّلاة قنوتا، ومنه قنوت الوتر.

والقانت: الذّاكر لله تعالى. كما قال- عزّ وجلّ-: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً (الزمر/ ٩) . وقيل: القانت: العابد. والقانت: القائم بجميع أمر الله تعالى، وجمع القانت من ذلك كلّه:

قنّت، وقنت له: ذلّ، وقنتت المرأة لبعلها: أقرّت «٢» .

ونقل الفيروزاباديّ عن ابن الأعرابيّ قوله:

أقنت: دعا على عدوّه، وأقنت: إذا أطال القيام في الصّلاة. وأقنت: إذا أدام الحجّ، وأقنت: إذا أطال الغزو، وأقنت إذا تواضع لله تعالى «٣» .

[القنوت اصطلاحا:]

قال الرّاغب: القنوت لزوم الطّاعة مع الخضوع، وفسّر في كلّ واحد منهما في قوله تعالى:

وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ وقوله عزّ وجلّ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (البقرة/ ١١٦) .

وقال المناويّ: القنوت: ثبات القائم بالأمر على قيامه تحقّقا بتمكّنه فيه.. ودعاء القنوت: هو دعاء الانتصاب في الصّلاة «٤» .


(١) مقاييس اللغة لابن فارس (٥/ ٣١) .
(٢) انظر الصحاح للجوهري (١/ ٢٦١) ، ولسان العرب، لابن منظور (٢/ ٧٣، ٧٤) ومقاييس اللغة لابن فارس (٥/ ٣١) .
(٣) بصائر ذوي التمييز (٤/ ٢٩٨) .
(٤) مفردات الراغب (ص ٤١٣) ، والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (ص ٢٧٥) .