للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جدّا. وهو دون الرّكوع الأوّل. ثمّ سجد، ثمّ قام فأطال القيام. وهو دون القيام الأوّل. ثمّ ركع فأطال الرّكوع، وهو دون الرّكوع الأوّل. ثمّ رفع رأسه فقام. فأطال القيام. وهو دون القيام الأوّل. ثمّ ركع فأطال الرّكوع.

وهو دون الرّكوع الأوّل. ثمّ سجد ثمّ انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد تجلّت الشّمس. فخطب النّاس فحمد الله وأثنى عليه. ثمّ قال «إنّ الشّمس والقمر من آيات الله، وإنّهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته. فإذا رأيتموهما فكبّروا، وادعوا الله وصلّوا وتصدّقوا. يا أمّة محمّد! إن من أحد أغير من الله «١» أن يزني عبده أو تزني أمته. يا أمّة محمّد! والله لو تعلمون ما أعلم «٢» لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا. ألا هل بلّغت؟» ) * «٣» .

١٨-* (عن عبد الله بن الشّخّير- رضي الله عنه- قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي صدره أزيز كأزيز الرّحى من البكاء صلّى الله عليه وسلّم) * «٤» .

١٩-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يقول في دعائه: «ربّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ.

ربّ اجعلني لك شكّارا، لك ذكّارا، لك رهّابا، لك مطيعا، إليك مخبتا «٥» ، إليك أوّاها «٦» منيبا. ربّ تقبّل توبتي واغسل حوبتي «٧» وأجب دعوتي، واهد قلبي، وسدّد لساني، وثبّت حجّتى، واسلل «٨» سخيمة «٩» قلبي» ) * «١٠» .

٢٠-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: صلّيت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليلة فلم يزل قائما حتّى هممت بأمر سوء، قيل له: وما هممت؟ قال:

هممت أن أقعد وأذر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم» ) * «١١» .

٢١-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر شدّ مئزره «١٢» وأحيا ليله «١٣» وأيقظ أهله) * «١٤» .

٢٢-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا قام من اللّيل يتهجّد قال: «اللهمّ لك الحمد، أنت قيّم السّماوات والأرض


(١) إن من أحد أغير من الله: إن نافية بمعنى ما. والمعنى أنه ليس أحد أمنع من المعاصي من الله تعالى. ولا أشد كراهية لها منه سبحانه.
(٢) لو تعلمون ما أعلم: أي لو تعلمون من شدة عقاب الله تعالى وانتقامه من أهل الجرائم، وأهوال القيامة وما بعدها، كما علمت لبكيتم كثيرا ولقل ضحككم لفكركم وخوفكم مما عملتموه.
(٣) البخاري- الفتح ٢ (١٠٤٤) . ومسلم (٩٠١) واللفظ له
(٤) أبو داود ١ (٩٠٤) واللفظ له. والنسائي (٣/ ١٣) . وقال محقق جامع الأصول (٥/ ٤٣٥) : حديث صحيح.
(٥) مخبتا: أي خاشعا متواضعا.
(٦) أواها: أي متضرعا وقيل بكّاء.
(٧) الحوبة: المأثم.
(٨) اسلل: أي انزع.
(٩) سخيمة قلبي: السخيمة الحقد.
(١٠) والترمذي (٣٥٥١) . وقال: حديث حسن صحيح. وأبو داود (١٥٧) . وابن ماجة (٣٨٣٠) واللفظ له.
(١١) البخاري- الفتح ٣ (١١٣٥) واللفظ له. ومسلم (٧٧٣) .
(١٢) شد مئزره: أي استعد للعبادة وشمر لها، والعبارة في الأصل كناية عن اعتزال النساء
(١٣) أحيا ليله: أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر.
(١٤) البخاري- الفتح ٤ (٢٠٢٤) واللفظ له. ومسلم (١١٧٤) .