للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الكرم]

[الكرم لغة:]

مصدر قولهم (كرم) فلان يكرم، وهو مأخوذ من مادّة (ك ر م) الّتي تدلّ على شرف في الشّيء في نفسه أو شرف في خلق من الأخلاق، يقال رجل كريم، وفرس كريم، ونبات كريم، أمّا الكرم في الخلق فهو الصّفح عن ذنب المذنب، قال ابن قتيبة: الكريم:

الصّفوح، والله تعالى هو الكريم الصّفوح عن ذنوب عباده المؤمنين.

وقال الجوهريّ: الكرم ضدّ اللّؤم، وقد كرم الرّجل بالضّمّ فهو كريم، وقوم كرام وكرماء، ونسوة كرائم، ويقال رجل كرم، وامرأة كرم ونسوة كرم والكرام بالضّمّ مثل الكريم، فإذا أفرط في الكرم قيل كرّام، وكارمت الرّجل إذا فاخرته في الكرم فكرمته أكرمه (بالضّمّ) إذا غلبته فيه. وأكرمت الرّجل أكرمه وأصله أأكرمه مثل أدحرجه فحذفوا الهمزة الثّانية استثقالا، والتّكرّم: تكلّف الكرم، قال الشّاعر المتلمّس:

تكرّم لتعتاد الجميل فلن ترى ... أخا كرم إلّا بأن يتكرّما

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٤٠/ ٣٠/ ٢١

ويقال (أيضا) : أكرم الرّجل إذا أتى بأولاد كرام، واستكرم: استحدث علقا كريما، والأكرومة من الكرم كالأعجوبة من العجب، (وقد يكون) التّكريم والإكرام بمعنى، والاسم: الكرامة، واستكرم الشّيء:

طلبه كريما، أو وجده كذلك. والكريم: الّذي كرّم نفسه عن التّدنّس بشيء من مخالفة ربّه. ويقال: هذا رجل كرم أبوه، وكرم آباؤه. وهو أيضا واسع الخلق.

وأرض مكرمة وكرم وكريمة: طيّبة، والكريمان: الحجّ والجهاد. والإكرام والتّكريم: أن يوصل إلى الإنسان نفع لا تلحقه فيه غضاضة، أو يوصل إليه شيء شريف. وقوله تعالى بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ (الأنبياء/ ٣٦) ، أي جعلهم كراما «١» .

[واصطلاحا:]

قال ابن مسكويه: الكرم إنفاق المال الكثير بسهولة من النّفس فى الأمور الجليلة القدر، الكثيرة النّفع «٢» .

وقيل: هو التّبرّع بالمعروف قبل السّؤال، والإطعام في المحل، والرّأفة بالسّائل مع بذل النّائل.


(١) لسان العرب (٧/ ٣٦٨١- ٣٦٨٤) . وانظر الصحاح (٦/ ٢٠١٩- ٢٠٢١) . ومختار الصحاح (٥٦٨) . وبصائر ذوي التمييز (٣/ ٣٤٣) . ومقاييس اللغة لابن فارس (٥/ ١٧٢) .
(٢) تهذيب الأخلاق لابن مسكويه (٣٠) .