للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويحبّ معالي الأخلاق، ويكره سفسافها «١» » ) * «٢» .

٥-* (عن أبي أسيد مالك بن ربيعة السّاعديّ رضي الله عنه- قال: بينا نحن عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ جاءه رجل من بني سلمة؛ فقال: يا رسول الله! هل بقي من برّ أبويّ شيء أبرّهما به بعد موتهما؟ قال:

«نعم، الصّلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرّحم الّتي لا توصل إلّا بهما، وإكرام صديقهما» ) * «٣» .

٦-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: جاء رجل من بني الصّعق- أحد بني كلاب- إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسأله عن عسب «٤» الفحل فنهاه عن ذلك، فقال: «إنّا نكرم على ذلك «٥» » ) * «٦» .

٧-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- فقال: «ما أخرجكما من بيوتكما هذه السّاعة؟. قالا: الجوع. يا رسول الله! قال:

«وأنا. والّذي نفسي بيده لأخرجني الّذي أخرجكما، قوموا فقاموا معه. فأتى رجلا من الأنصار. فإذا هو ليس في بيته، فلمّا رأته المرأة، قالت: مرحبا وأهلا، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أين فلان؟» . قالت: ذهب يستعذب «٧» لنا من الماء، إذ جاء الأنصاريّ فنظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصاحبيه، ثمّ قال: الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافا منّي، قال فانطلق فجاء هم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال: كلوا من هذه، وأخذ المدية «٨» فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إيّاك والحلوب» . فذبح لهم، فأكلوا من الشّاة. ومن ذلك العذق وشربوا؛ فلمّا أن شبعوا ورووا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأبي بكر وعمر- رضي الله عنهما-: «والّذي نفسي بيده! لتسألنّ عن هذا النّعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثمّ لم ترجعوا حتّى أصابكم هذا النّعيم» ) * «٩» .

٨-* (عن السّائب بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: جيء بي إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم فتح مكّة جاء بي عثمان ابن عفّان وزهير فجعلوا يثنون عليه، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تعلموني به قد كان صاحبي


(١) السّفساف: الأمر الحقير والرديء من كل شيء، وهو ضد المعالي والمكارم، وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نخل، والتراب إذا أثير.
(٢) الحاكم (١/ ٤٨) واللفظ له وقال: صحيح الإسناد. والطبراني في الكبير (٦/ ١٨١) .، وقال العراقي في تخريج الإحياء: إسناده صحيح (٣/ ٣٤٤) وعزاه للخرائطي في مكارم الأخلاق والبيهقي، وذكره الألباني في الصحيحة (٣/ ٣٣٦، ٣٣٧) . وصححه في صحيح الجامع (١٨٠١) .
(٣) أبو داود (٥١٤٢) واللفظ له. وابن ماجة (٣٦٦٤) . وأحمد (٣/ ٤٩٨) . وابن حبان رقم (٤١٨) . والحاكم (٤/ ١٥٤) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وذكره الألباني في الصحيحة رقم (٩١٣) .
(٤) عسب الفحل: ماؤه فرسا كان أو بعيرا أو غيرهما وضرابه أيضا، ولم ينه عنهما بل نهى عن الكراء الذي يؤخذ عليه.
(٥) أي يعطون عليه شيئا من باب الهدية والإكرام لا من باب الأجرة والثمن.
(٦) النسائي (٧/ ٣١٠) واللفظ له. وذكره الألباني في صحيحه (٣/ ٩٦٧) حديث (٤٣٥٧) وقال: صحيح.
(٧) يستعذب الماء: أي يأتي بالماء العذب الصافي.
(٨) المدية: السكين.
(٩) مسلم (٢٠٣٨) .