للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الجاهليّة» . قال: قال: نعم، يا رسول الله، فنعم الصّاحب كنت. قال: فقال: «يا سائب! انظر أخلاقك الّتي كنت تصنعها في الجاهليّة فاجعلها في الإسلام. اقر الضّيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك» ) * «١»

٩-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

قيل للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: من أكرم النّاس؟. قال: «أكرمهم أتقاهم» . قالوا: يا نبيّ الله، ليس عن هذا نسألك.

قال: «فأكرم النّاس يوسف نبيّ الله ابن نبيّ الله ابن نبيّ الله ابن خليل الله» . قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال:

«أفعن معادن العرب تسألونني؟» . قالوا: نعم. قال:

«فخياركم في الجاهليّة خياركم في الإسلام. إذا فقهوا «٢» » ) * «٣» .

١٠-* (عن عوف بن مالك الأشجعيّ رضي الله عنه- قال: صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على جنازة فحفظت من دعائه، وهو يقول: «اللهمّ اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنّة وأعذه من عذاب القبر (أو من عذاب النّار) » . قال: حتّى تمنّيت أن أكون أنا ذلك الميّت) * «٤» .

١١-* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدويّ النّحل، فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة، فسرّي عنه، فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال:

«اللهمّ زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنّا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنّا» ثمّ قال صلّى الله عليه وسلّم: «أنزل عليّ عشر آيات، من أقامهنّ دخل الجنّة» ثمّ قرأ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ حتّى ختم عشر آيات) * «٥» .

١٢-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: كانت الأنصار يوم الخندق تقول:

نحن الّذين بايعوا محمّدا ... على الجهاد ما حيينا أبدا

فأجابهم (أي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم) :

«اللهمّ لا عيش إلّا عيش الآخرة. ... فأكرم الأنصار والمهاجره» ) * «٦» .

١٣-* (عن ثوبان- رضي الله عنه- قال:


(١) أحمد (٣/ ٤٢٥) واللفظ له وذكره الحافظ- في الإصابة (٢/ ١٠) في ترجمته وقال لعله هو السائب بن أبي السائب وكان شريك النبي صلّى الله عليه وسلّم، روى هذا أبو داود والنسائي وابن أبي شيبة. وقال الهيثمي في المجمع: رواه ابو داود باختصار، ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (٨/ ١٩٠) .
(٢) معناه: أن أصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية إذا أسلموا وفقهوا فهم خيار الناس.
(٣) البخاري- الفتح واللفظ له ٦ (٣٣٧٤) . ومسلم (٢٣٧٨) .
(٤) مسلم (٩٦٣) .
(٥) الترمذي (٣١٧٣) واللفظ له. وأحمد (١/ ٣٤) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (١/ ٢٥٥) حديث (٢٢٣) . والحاكم (٥٣٥) وقال: صحيح ووافقه الذهبي.
(٦) البخاري- الفتح ٧ (٣٧٩٦) واللفظ له. ومسلم (١٨٠٥) .