للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها فقالت:

يا رسول الله! أكسوك هذه. فأخذها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلبسها، فرآها عليه رجل من الصّحابة فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه، فاكسنيها. فقال: «نعم» . فلمّا قام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لامه أصحابه، فقالوا: ما أحسنت حين رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أخذها محتاجا إليها. ثمّ سألته إيّاها وقد عرفت أنّه لا يسأل شيئا فيمنعه. فقال: رجوت بركتها حين لبسها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعلّي أكفّن فيها) * «١» .

[من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الكرم)]

١-* (قال حكيم بن حزام- رضي الله عنه-:

«ما أصبحت صباحا قطّ فرأيت بفنائي طالب حاجة قد ضاق بها ذرعا فقضيتها إلّا كانت من النّعم الّتي أحمد الله عليها، ولا أصبحت صباحا لم أر بفنائي طالب حاجة، إلّا كان ذلك من المصائب الّتي أسأل الله- عزّ وجلّ- الأجر عليها» ) * «٢» .

٢-* (قال جويرية بن أسماء: «قطع برجل بالمدينة فقيل له: عليك بحكيم بن حزام، فأتاه وهو في المسجد فذكر له حاجته، فقام معه، فانطلق معه إلى أهله، فلمّا دخل داره رأى غلمانا له يعالجون أداة من أداة الإبل، فرمى إليهم بخرقة معه فقال: استعينوا بهذه على بعض ما تعالجون، ثمّ أمر له براحلة مقتّبة محقّبة، وزادا» ) * «٣» .

٣-* (قال ابن عمر- رضي الله عنهما-:

«أهدي لرجل رأس شاة، فقال: إنّ أخي وعياله أحوج منّا إلى هذا فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتّى رجعت إلى الأوّل بعد سبعة» ) * «٤» .

٤-* (قال أبو هريرة- رضي الله عنه-: «ما احتذى النّعال ولا انتعل ولا ركب المطايا، ولا لبس الكور «٥» من رجل بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أفضل من جعفر ابن أبي طالب في الجود والكرم» ) * «٦» .

٥-* (قال عبد الله بن جعفر- رحمه الله تعالى- «أمطر المعروف مطرا، فإن أصاب الكرام كانوا له أهلا، وإن أصاب اللّئام كنت له أهلا» ) * «٧» .

٦-* (قال الحسن بن عليّ- رضي الله عنهما-:

«المروءة: حفظ الرّجل دينه، وحذره نفسه، وحسن قيامه بضيفه وحسن المنازعة، والإقدام في الكراهية.

والنّجدة: الذّبّ عن الجار، والصّبر في الموان «٨» ، والكرم: التّبرّع بالمعروف قبل السّؤال، والإطعام في


(١) البخاري- الفتح ١٠ (٦٠٣٦) .
(٢) مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (١٠٧) .
(٣) المرجع السابق، نفس الصفحة.
(٤) الفتح (٧/ ١٢٠) وعزاه لابن مردويه.
(٥) الكور: العمامة.
(٦) أحمد (٤١٤) .
(٧) الإحياء (٣/ ٢٤٧) .
(٨) الموان: يقال مان الرجل أهله يمونهم إذا كفاهم وأنفق عليهم.