للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مأخوذ من هذا، وفي حديث إبراهيم (النخعي) : لا تشرب من ثلمة الإناء ولا عروته فإنّها كفل الشّيطان أي مركبه لما يكون فيه من الأوساخ، والكفل من الرّجال: الّذي يكون في مؤخّر الحرب وهمّته في التّأخّر والفرار، والكفل (أيضا) الّذي لا يثبت على ظهور الخيل وجمعه أكفال، والكفل كذلك الحظّ والضّعف من الأجر أو الإثم «١» ، والكفل أيضا: المثل، وفي التّنزيل العزيز يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ (الحديد/ ٢٨) ؛ قيل معناه: يؤتكم ضعفين، وقيل مثلين، وقيل حظّين، قال القرطبيّ: أي مثلين من الأجر على إيمانكم بعيسى ومحمّد عليهما الصّلاة والسّلام، وتأويله يؤتكم نصيبين يحفظانكم من هلكة المعاصي كما يحفظ الكفل الرّاكب، وقيل أجر الدّنيا والآخرة «٢» . وفي الحديث: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة، له ولغيره» الضّمير في له ولغيره راجع إلى الكافل أي أنّ اليتيم سواء كان الكافل من ذوي رحمه وأنسابه أو كان أجنبيّا لغيره، وقوله كهاتين إشارة إلى إصبعيه: السّبّابة والوسطى «٣» .

ومن ذلك أيضا ما جاء في الحديث: «الرّابّ كافل» الرّابّ: زوج أمّ اليتيم لأنّه يكفل تربيته ويقوم بأمره مع أمّه «٤» ، والمكفول من كفل في صغره ومن ذلك حديث وفد هوازن «وأنت خير المكفولين» يعني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال ابن الأثير: المراد خير من كفل في صغره، وأرضع وربّي حتّى نشأ، وكان صلّى الله عليه وسلّم مسترضعا في بني سعد «٥» .

[اليتيم لغة:]

اليتيم في اللّغة اسم على وزن فعيل مأخوذ من قولهم: يتم الصّبيّ ييتم يتما ويتما، قال الجوهريّ: اليتيم في النّاس من قبل الأب، وفي البهائم من قبل الأمّ، يقال أيتمت المرأة فهي موتم أي صار أولادها أيتاما، وكلّ شيء مفرد يعزّ نظيره فهو يتيم، يقال: درّة يتيمة (تنبيها على أنّه قد انقطع مادّتها الّتي خرجت منها، ويقال بيت يتيم تشبيها بالدّرّة اليتيمة، وقولهم: يتّمهم الله أي جعلهم أيتاما «٦» ، قال الفند الزّمّانيّ:

بضرب فيه تأييم ... وتيتيم وإرنان «٧» .

وقال آخر يصف راميا أصاب أتانا (الأتان


(١) لسان العرب (١١/ ٥٨٨- ٥٨٩) ط. بيروت.
(٢) تفسير القرطبي (١٧/ ٢٦٦) .
(٣) النهاية لابن الأثير (٤/) ، ١٩٢
(٤) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٥) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(٦) الصحاح (٥/ ٢٠٦٤) .
(٧) التأييم: جعل المرأة أيّما والجمع أيامى: وهي من فقدت زوجها، والإرنان: صوت الشّهيق مع البكاء (انظر اللسان ١٣/ ١٨٦) .