للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المسارعة في الخيرات]

[المسارعة لغة:]

مصدر قولنا: سارع فلان إلى كذا، وهو مأخوذ من مادّة (س ر ع) الّتي تدلّ على خلاف البطء، ومنه قول العرب: لسرعان ما صنعت كذا، أي ما أسرع ما صنعته، وأمّا السّرع من الكرم فهو أسرع ما يطلع منه» «١» .

وقال الجوهريّ: يقال: سرع سرعا مثل صغر صغرا فهو سريع، وقولهم «سرعان ذا خروجا» ، وسرعان وسرعان ثلاث لغات، أي سرع ذا خروجا، وأسرع القوم، إذا كانت دوابّهم سراعا» «٢» .

وقال الفيروزاباديّ: السّرعة ضدّ البطء، وتستعمل في الأجسام والأفعال يقال: سرع فهو سريع، وأسرع فهو مسرع، كما يقال: سير سريع، وفرس سريع، والمصدر من سرع هو السّرعة، والسّراعة والسّرع «٣» ، وسارع إلى الخير وتسارع «٤» (بمعنى) ، قال تعالى: أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (المؤمنون/ ٦١)

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

١٨/ ٢٠/ ٢٨

يسارعون أي يسابقون من سابقهم إليها «٥» ، وقريء يسرعون في الخيرات، أي يكونون سراعا إليها، أمّا سابقون في الآية الكريمة فقد ذكر القرطبيّ أنّ المراد السّبق إلى أوقاتها، وكلّ من تقدّم في شيء فهو سابق إليه، وكلّ من تأخّر عنه فقد سبقه وفاته، ومن ثمّ تكون اللّام في «لها» بمعنى إلى كما جاء في قوله عزّ وجلّ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (الزلزلة/ ٥) أي إليها «٦» .

وسرعان النّاس: أوائلهم الّذين يتسارعون إلى الشّيء، ويقبلون عليه بسرعة، ويجوز فيها تسكين الرّاء، والمساريع، جمع مسراع، وهو الشّديد الإسراع في الأمور، وهو من أبنية المبالغة «٧» ، والمتسرّع: المبادر إلى الشّرّ، يقال تسرّع إلى الشّرّ، والمسرع: السّريع إلى خير أو شرّ، وسارع إلى الأمر كأسرع إليه، وسارع إلى كذا وتسرّع إليه بمعنى «٨» ، والمسارعة إلى الشّيء المبادرة إليه «٩» ، والفرق بين السّرعة والإسراع أنّ الإسراع فيه


(١) مقاييس اللغة لابن فارس ٣/ ١٥٣
(٢) الصحاح للجوهري ٣/ ١٢٢٨
(٣) أضاف ابن منظور ثلاثة مصادر أخرى هي: السّرع والسّرعو السّرع، انظر اللسان ٨/ ١٥١
(٤) بصائر ذوي التمييز ٣/ ٢١٤
(٥) يفيد هذا القول أن المفاعلة هنا على بابها أي أنها تدل على المشاركة.
(٦) تفسير القرطبي ١٢/ ١٣٣ (بتصرف يسير) .
(٧) انظر النهاية لابن الاثير ٢/ ٣٦١
(٨) يشير صاحب اللسان بهذه العبارة الى أن تسرع تستعمل بمعنى سارع الى الأمر مطلقا خيرا كان أو شرا.
(٩) لسان العرب ٨/ ١٥١ (ط. بيروت) .