للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المسئولية]

[المسئولية لغة:]

المسئوليّة مصدر صناعيّ «١» مأخوذ من مادّة (س أل) الّتي تدلّ على استدعاء معرفة أو ما يؤدّي إلى المعرفة، أو استدعاء مال أو ما يؤدّي إلى المال، قال الرّاغب: فاستدعاء المعرفة جوابه على اللّسان، واليد خليفة له بالكتابة أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد، واللّسان خليفة لها إمّا بوعد أو بردّ، والسّؤال للمعرفة يكون تارة للاستعلام، وتارة للتّبكيت كما في قوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (التكوير/ ٨) والسّؤال إذا كان للتّعريف تعدّى إلى المفعول الثّاني تارة بنفسه وتارة بالجارّ، تقول سألته كذا، وسألته عن كذا وبكذا، والأكثر «عن» ، وإذا كان السّؤال لاستدعاء مال فإنّه يتعدّى بنفسه أو بمن، وذلك كما في قول الله تعالى وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً ...

(الأحزاب/ ٥٣) وقوله عزّ من قائل: وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ (النساء/ ٣٢) . يقال: سألته الشّيء، وسألته عن الشّيء سؤالا، ومسألة والأمر منه اسأل، وقد تخفّف همزته فيقال: سال، والأمر منه سل، وقال ابن سيده: والعرب قاطبة تحذف الهمز منه في الأمر فإذا وصلوا بالفاء أو الواو همزوا وكقولك: فاسأل واسأل،

الآيات/ الأحاديث/ الآثار

٢٩/ ١٠/ ٥

ورجل سؤلة: كثير السّؤال، وتساءلوا: سأل بعضهم بعضا، وأسألته سؤلته ومسألته، أي قضيت حاجته، وقول الله تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (الصافات/ ٢٤) قال الزّجّاج: سؤالهم سؤال توبيخ وتقرير، لإيجاب الحجّة عليهم لأنّ الله- جلّ ثناؤه- عالم بأعمالهم. أمّا قوله سبحانه فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ (الرحمن/ ٣٩) أي لا يسأل ليعلم ذلك منه، لأنّ الله قد علم أعمالهم، وقال ابن برّيّ:

يقال: سألته الشّيء بمعنى استعطيته، وسألته عن الشّيء استخبرته، وقال ابن الأثير: السّؤال في كتاب الله والحديث الشّريف نوعان:

أحدهما: ما كان على وجه التّبيّن والتّعلّم ممّا تمسّ الحاجة إليه فهو مباح أو مندوب، أو مأمور به.

والآخر: ما كان على طريق التّكلّف والتّعنّت فهو مكروه ومنهيّ عنه، فكلّ ما كان من هذا الوجه ووقع السّكوت عن جوابه فإنّما هو ردع وزجر للسّائل، وإن وقع الجواب عنه، فهو عقوبة وتغليظ، قال ابن منظور: وما جاء في الحديث من أنّه «كره المسائل وعابها» أراد المسائل الدّقيقة الّتي لا يحتاج إليها، وفي حديث الملاعنة: لمّا سأله عاصم عن أمر من يجد مع


(١) معنى المصدر الصناعى: كون الشيء منسوبا إلى أصل الفعل كالحرية والرفاهية ونحوهما، ويصاغ بإضافة ياء مشددة تليها تاء مربوطة.