للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن فضل شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا» يقول فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك) * «١» .

٢١-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: إنّ عبد الله هلك وترك تسع بنات (أو قال: سبع) فتزوّجت امرأة ثيّبا. فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا جابر، تزوّجت؟» قال: قلت: نعم. قال:

فبكر أم ثيّب؟» قال: قلت: بل ثيّب يا رسول الله! قال: «فهلّا جارية تلاعبها وتلاعبك (أو قال تضاحكها وتضاحكك) » قال: قلت له: إنّ عبد الله هلك وترك تسع بنات (أو سبع) وإنّي كرهت أن آتيهنّ أو أجيئهنّ بمثلهنّ. فأحببت أن أجيء بامرأة تقوم عليهنّ وتصلحهنّ. قال: «فبارك الله لك» أو قال لي خيرا) * «٢» .

٢٢-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه فقال: يا قوم، إنّي رأيت الجيش بعينيّ، وإنّي أنا النّذير العريان «٣» ، فالنّجاء «٤» ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا «٥» فانطلقوا على مهلتهم. وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم.

فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم «٦» . فذلك مثل من أطاعني واتّبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذّب ما جئت به من الحقّ» ) * «٧» .

٢٣-* (عن فاطمة بنت قيس- رضي الله عنها- أنّ أبا عمرو بن حفص طلّقها البتّة، وهو غائب، فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته، فقال:

والله! ما لك علينا من شيء، فجاءت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فذكرت ذلك له، فقال لها: ليس لك عليه نفقة، فأمرها أن تعتدّ في بيت أمّ شريك، ثمّ قال: «تلك امرأة يغشاها أصحابي. اعتدّي عند ابن أمّ مكتوم، فإنّه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني «٨» ، قالت: فلمّا حللت ذكرت له أنّ معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أمّا أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه «٩» ، وأمّا معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد» فكرهته، ثمّ قال:

«انكحي أسامة» ، فنكحته، فجعل الله فيه خيرا كثيرا واغتبطت) * «١٠» .

٢٤-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تنكح المرأة لأربع. لمالها،


(١) مسلم (٩٩٧) .
(٢) البخاري- الفتح ٩ (٥٠٨٠) . ومسلم (٧١٥) ، (١٠٨٧) كتاب الرضاع واللفظ له.
(٣) أنا النذير العريان: أصله أن الرجل إذا أراد إنذار قومه وإعلامهم بما يوجب المخافة نزع ثوبه وأشار به إليهم إذا كان بعيدا منهم ليخبرهم بما دهمهم. وأكثر ما يفعل هذا طليعة القوم ورقيبهم.
(٤) النجاء: اطلبوا النجاة.
(٥) فأدلجوا: ساروا من أول الليل.
(٦) اجتاحهم: استأصلهم.
(٧) البخاري- الفتح ١١ (٦٤٨٢) . ومسلم (٢٢٨٣) واللفظ له.
(٨) آذنيني: أي أعلميني.
(٩) فلا يضع عصاه عن عاتقه: دلالة على كثرة الأسفار، أو كثرة الضرب للنساء.
(١٠) مسلم (١٤٨٠) .