للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جلدة، وأمر عليّا أن يجلده، وكان هو يجلده» ) * «١» .

٥-* (قال الحسن البصريّ- رحمه الله-:

«ما زال لله تعالى نصحاء، ينصحون لله في عباده، وينصحون لعباد الله في حقّ الله، ويعملون لله تعالى في الأرض بالنّصيحة، أولئك خلفاء الله في الأرض» ) * «٢» .

٦-* (قال عمر بن عبد العزيز- رحمه الله تعالى- يوصي ابنه عبد الملك بعد ما تولّى الخلافة: «أمّا بعد: فإنّ أحقّ من تعاهدت بالوصيّة والنّصيحة بعد نفسي أنت، وإنّ أحقّ من رعى ذلك وحفظه عنّي أنت، وإنّ الله- تعالى- له الحمد قد أحسن إلينا إحسانا كثيرا بالغا في لطيف أمرنا وعامّته، ... إلى أن قال له: وإنّي لأعظك بهذا، وإنّي لكثير الإسراف على نفسي، غير محكم لكثير من أمري، ولو أنّ المرء لم يعظ أخاه حتّى يحكم نفسه، ويكمل في الّذي خلق له لعبادة ربّه، إذا تواكل النّاس الخير، وإذا يرفع الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، واستحلّت المحارم، وقلّ الواعظون والسّاعون لله بالنّصيحة في الأرض، فلله الحمد ربّ السّموات والأرض ربّ العالمين وله الكبرياء في السّموات والأرض وهو العزيز الحكيم» ) * «٣» .

٧-* (قال مسعر بن كدام- رحمه الله تعالى:

«رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سرّ بيني وبينه، فإنّ النّصيحة في الملأ تقريع» ) * «٤» .

٨-* (قال معمر بن راشد بن همّام الصّنعانيّ: «كان يقال: أنصح النّاس لك من خاف الله فيك» ) * «٥» .

٩-* (قال الشّافعيّ- رحمه الله تعالى-:

تعهّدني بنصحك في الفرادى ... وجنّبني النّصيحة في الجماعه

فإنّ النّصح بين النّاس نوع ... من التّوبيخ لا أرضى استماعه

فإن خالفتني وعصيت قولي ... فلا تغضب إذا لم تعط طاعه

) * «٦» .

١٠-* (قال الفضيل بن عياض- رحمه الله تعالى-: «الحبّ أفضل من الخوف، ألا ترى إذا كان لك عبدان، أحدهما يحبّك والآخر يخافك، فالّذي يحبّك ينصحك شاهدا كنت أو غائبا لحبّه إيّاك، والّذي يخافك عسى أن ينصحك إذا شهدت لما يخافك ويغشّك إذا غبت ولا ينصحك» .

وقال أيضا: المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعيّر» ) * «٧» .

١١-* (قال الإمام أحمد- رحمه الله تعالى-:

«ليس على المسلم نصح الذّمّيّ، وعليه نصح المسلم» ) * «٨» .

١٢-* (قال الآجرّيّ- رحمه الله تعالى-: «لا يكون ناصحا لله تعالى ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم إلّا من بدأ بالنّصيحة لنفسه، واجتهد في طلب العلم والفقه ليعرف به ما يجب عليه، ويعلم


(١) البخاري- الفتح ٧ (٣٨٧٢) .
(٢) بصائر ذوي التمييز (٥/ ٦٧، ٦٨) .
(٣) حلية الأولياء (٥/ ٢٧٥- ٢٧٧) .
(٤) الآداب الشرعية، لابن مفلح (١/ ٢٩٠) .
(٥) جامع العلوم والحكم (٧١) .
(٦) التعليق على الفرق بين النصيحة والتعيير لابن رجب (٣٩) .
(٧) جامع العلوم والحكم (٦٨- ٧١) .
(٨) الآداب الشرعية لابن مفلح (١/ ٢٩٠) . جامع العلوم والحكم (٧٨) .